للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومضارعهما فهي بمعنى إمرار الشيء أمام النظر أو إتاحته بقصد أن يُنْظَر إليه. {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ} [البقرة: ٣١] أي عرض مسميات الأسماء [أحد قولين - بحر ١/ ٢٩٥] فهذا أوضح من عرض الأسماء، {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا} [الأحزاب: ٧٢] العَرْضُ هنا تخيير في حمل أمانة المسئولية فتثاب إن أحسنت وتعاقب إن أساءت [ينظر بحر ٧/ ١٢٤٣] {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر: ٤٦, وكذا ما في الشورى: ١٤٥] تعرض أرواح آل فرعون ومن كان مثلهم من الكفار على النار بالغداة والعشيّ فيقال هذه داركم [قر ١٥/ ٣١٩] وفيه ما يفهم منه أنهم يذوقون شيئًا من العذاب أيضًّا لا أن الأمر قول فحسب. أما في {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} [الكهف: ١٠٠] أي أبرزناها لهم [قر ١١/ ٦٥] فذلك بعد النفخ في الصور والحشر أي مثل {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} [النازعات: ٣٦].

كما قالوا "أعرض لك الشيءُ: بدا وظهر " (لكَ عُرْضُه وجانبه) "وأعرض بوجهه، وعن فلان "هو من هذا كأنه انحرف عنه وولاه عُرْضه: جانبه أو عارِضَه: جانبَ وجهه -لا مقدّمه- {أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} [فصلت: ٥١]، {نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: ١٢٨]، {ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [آل عمران: ٢٣]، {وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا} [النساء: ١٣٥] وكل (أعْرَضَ) ومضارعها، وأمرها، والمصدر (الإعراض)، واسم الفاعل (مُعرِض). هو بهذا المعنى.

وقالوا أيضًا "عَرَض الشيء (جلس) واعترض: انتصب ومنع وصار عارضًا كالخشبة المنتصبة في النهر والطريق ونحوها تمنع السالك " {وَلَا تَجْعَلُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>