وهي شُرَفه [ينظر قر ٧/ ٢١١] ومن العلُوّ "عَرِيفُ القوم: سيدهم ". وفي [ل]. أن هذه التسمية مأخوذة من المعرفة.
ومن الأصل "المعارف: الوجوه؛ امرأة حسنة المعارف أي الوجه وما يظهر منها "(الملامح الناتئة والظاهرة الجبهة والأنف والحواجب ومناصب الخدود إلخ وهي تميز صاحبها). ومنه كذلك "العَرْف -بالفتح: الريح طيبة أو خبيثة "فهي تسطع فوق الشيء وتدل عليه، ثم غلبت في الريح الطيبة.
ومن تميز أعلى الشيء بما يعلوه أُخِذَت المعرفة. "عَرَفه عِرْفة وعِرفانًا -بالكسر فيهما، ومَعرفة ". فالفرق بين المعرفة والعلم أن أصل المعرفة تمييز يقوم على ملامح ظاهرة للأشياء أخذًا من استعمال التركيب في الملامح الظاهرة التي تميز الشيء عن غيره. وهذا أساس أن "المعرفة: العلم المتعلق بالمفردات، ويسبقه الجهل، ولذا لم يوصف اللَّه تعالى بالمعرفة [بحر ١/ ٤٦٦] "، ثم قد يتجاوَز عن قيد الملامح المحددة، وقد يكون الظاهر عزيزًا أو رموزًا أو يوصل منه إلى ما هو أعمق. أما العلم فأحكام تتكون في القلب من روافد وأسباب (١) محدَّدة {فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[محمد: ٣٠]، {فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}[يوسف: ٥٨](يلحظ أنها معرفة بالسيما والملامح. ولحن القول يؤخذ من الألفاظ المسموعة). و "التعريف: إنشاد الضالة "- لأنه يعرّف بصفاتها الظاهرة. وكل ما جاء في القرآن من الفعل (عرف) ومضارعه
(١) انظر شرح سعد الدين التفازاني للعقائد النفية مطبعة صبيح ط ٢ (١٣٥٨ هـ - ١٩٣٩ م) ص ٩٩ - ١٧٣ تفصيلها الموجز في كليات الكفوي ٩٨٠ - ٩٨١ (اليقينيات).