"الوَعْظ والعِظة والمَوعِظة: النُصْح والتذكير بالعواقب. تذكير الإنسان بما يلين قلبه من ثواب وعقاب. وقد وَعَظَه فاتّعظ ".
° المعنى المحوري(كلام أو عمل) يُنَبَّه به الإنسانُ إلى عواقب ما يفعله أو ما هو مُقْدِم عليه (ليتوقَّفَ عنه): كما هو واضح في معنى الوعظ. وقيد التوقف يؤخذ من التذكير بالعواقب. وكأن الأصل في معنى التركيب أنه خاص بالزجر عما له عواقب سيئة فحسب، ثم عُمِّم في الحضّ على ما له ثواب. ولهذا أصل في تعبير الفصل (عظظ) عن النكوص وعدم الاستمرار: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ}[النساء: ٣٤]، {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: ٦٦]: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا}[النور: ١٧]: أي كراهية أن تعودوا [قر ١٢/ ٢٠٥]. {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}[هود: ٤٦]: أنهاك عن هذا السؤال (أي طلب أن يُنَجِّي اللَّه ابنه)، وأحذرك لئلا تكون أو كراهية أن تكون من الجاهلين أي الآثمين [قر ٩/ ٤٨].
ومن التعميم المذكور: استعماله في التوجيه الحادّ الصارم -كما في قوله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا}[سبأ: ٤٦]. أما قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النحل: ٩٠]. فهو تنبيه للالتزام بهذه المعالم الجامعة. {وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: ٦٦] موعظة: مَفْعِلة من الوعظ. والوعظ: الإذكار بالخير بما يرق له القلب [بحر ١/ ٤٠٣] فقوله (إذكار) هو ما عبرنا عنه بالتنبيه. وكل ما جاء في القرآن من التركيب فهو بمعنى هذا الإذكار والتنبيه.