للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري شديد يمتد في أثناء الشيء فينتَصِب به الشيء (أي يقوم أو يتماسك). كعمود البيت أو السقف، والحائط، وكعَمُود السنان والأذن واللسان. ونظر في رسوخ المطر إلى أنَّه يُعَقد الثرى فيتماسك أي أنَّه فيه جزء المعنى الأصلي.

ومما يصلح للحسي والمعنوي من هذا "اعْتَمد على الشيء: اتكأ عليه ".

ومن الشدة في الأثناء (بمعنى الألم والتعب الذي يسري في أثناء البدن فيوتّره ويفقده مرونة الحركة والنشاط للعمل) "عمَده المرض (ضرب): أضناه. عَمَدَه حُصْرٌ وأُسْرٌ: فَدَحَه واشتد عليه. ما يَعْمِدُك: ما يُوجِعك؟ ما عَمَدك: ما أحزنك؟ "ومنه مطاوعةً "عَمِدَ البعير (تعب): تَفَضَّخَ داخلُ سَنامه (أي عَمُود السنام الذي ينصبه) من الركوب فورِم. . وظاهره صحيح " (فهذا من الورم وألمه - إصابة العمود) و "العِمْدة -بالكسر الموضع الذي ينتفِخ منه سَنامه وغاربه. وعَمِد عليه (تعب) غَضِب "فالغضب والحزن والألم كلها مشاعر شديدة تمتد في الباطن أو النفس (١).

فمن عَمْد البيت بالأعمدة {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد: ٢ وكذا ما في لقمان: ١٠] جمع عَمود قال في [بحر ٥/ ٣٥٠] إنها اسم جمع، ثم [في ٥/ ٣٥٣ - ٣٥٤] ما خلاصته أن التعبير يحتمل أنَّها بلا عمد، وأنها بعمد لا تُرَى. وأن العمَدَ التي لا ترى، والرفع بلا عمد يعودان إلى أنَّها ممسَكة بالقدرة الإلاهية. اهـ. وأضيف أن علماء عصرنا يقولون إن الجاذبية بين الكواكب


(١) العرب يستعملون النَصْب -بالفتح- لإقامة الشيء كنصب الراية، وبالتحريك -للتعب.

<<  <  ج: ص:  >  >>