للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناظر، والاحتباس هنا هو ثباته في اعتراضه هذا حينا، وكذلك صفائح السماء (= مساحاتها العريضة) في كل جانب، وجانب الدار. وعدم الأساس أو التوقع يتمثل في ظهور العنان السحاب لغير سبب مَرْئيّ أو توقيت موثوق به لدى عامة العرب القدماء في باديتهم. و "عَنان الدار "خال من هذا القيد. لكن هذا القيد مصرَّح بمعناه في قولهم "بالفضول ""يدخل في ما لا يعنيه ""من غير أن يطلبه ""خاصة من بين أصحابه " (فكل هذه التعبيرات تعني فقد أساس الاعتراض والاختصاص، وكذلك لأنه خلاف الأصل)، وكذا الذي يأتي من الجانب هو غير متوقع. والاحتباس في هذه الاستعمالات يتمثل في تعويق المعترض.

ومن الاعتراض دون أساس مستوعَب عند العامة "العَنَن -محركة: اعتراض الموت " (كأنه تسمية بالمصدر وهو يعترض مسيرة كل حيّ فيقطعها) "والمِعَنّ: الخطيب " (لأنه يتعرض لموضوعات شتى عادة ولعلها -عند الناس- لا تعنيه) "والعِنِّين - كسِكِّير: الذي لا يأتي النساء ولا يريدهن "قالوا "لأن عضوه يعن لقُبُلها عن يمينه وشماله "أي فلا يستقيم لينفذ. واستعمل اللفظ بالتاء للتي لا تريد الرجال - تعميمًا، "والعُنة -بالضم: الحظيرة تكون على باب الرجُل فيكون فيها إبله وغنمه " (أي أمام عينيه) أو "لتتدرأ بها من برد الشمال " (أي هي يُعْتَرَضُ بها الهواء البارد) "والعُنّة -أيضًا: ما يجمعه الرجل من قصب ونبت ليعلفه غنمه " (فهذه إما لأنه يجمع ما يَعُنّ له أي يعترض ويصادف مما يَصْلُح عَلَفا، وإما لأنها تكون بعد الجمع معترضة تحت عينيه أي متاحة) وكذلك "العُنّة: ما تُنْصَب عليه القِدْر " (الأثافي أو المِنصب الحديدي - وهو معترض أي متاح ثابت) و "شركة العِنان: شركة في شيء خاص دون سائر أموال الشريكين،

<<  <  ج: ص:  >  >>