للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بول وبَعَر تُحبَس زمانًا في الشمس ثم تعالَج بها الإبل الجَرْبَى. عَنُّوا بالأصوات - ض: احبِسوها وأَحْفُوها " (١).

° المعنى المحوري احتباسٌ قوي مع ظهور أثر للمحتبس - كالماء المحبوس في القِربة ينضح منها، وكدَم البَدَن، وكالخمر في الزقاق، وظهورها أنها تُبْزَل من الزِقاق أي تؤخذ قليلًا قليلًا لتُشْرب، وكالأخلاط تُحْبَس زمنًا وتَظْهر هي أو المقصود ظُهور أَثَرها، وكمحاولة إخفاء الأصوات في أثناء المعركة مع ظهور شيء منها ولا بد. ومن ذلك "أعناء السماء نواحيها واحدها عِنْو "-بالكسر. (دائمةٌ في الأفق أمام الناظرين كأنها محبوسة في مواقعها مع ظهورها). أما "الأعناء من الناس: الأخلاط من قبائل شتى "فهم محبوسون مشدودون بانتماءاتهم غير المحدَّدة - مع ظهورهم في التجمع، ومن ذلك "العانِي: الأسيرُ، والعَبْد "فهما محبوسان في حوزة الآسر والمالك مع ظهورهما أي تحرِّكهما. "عَنَا الرجلُ: ذَلّ لك واستأسر. وعَنّيتُه - ض: أَسَرْتُه وحبسته مضيَّقًا عليه. {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} ذلَّت وخضعت (أي تدلَّت رَهْبة وضَعفًا/ استسلمت أسيرة مقهورة) [وانظر قر ١١/ ٢٤٨] كما قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ} [الغاشية: ٢].


= دهرًا طويلًا قبل أن يَبْزلوها من الدّن ليشربرها. لعنها اللَّه ولعن شاربها.
(١) عارضت بين استعمالات التركيبين (عنو)، (عنى) الواردة في [تاج]، فوجدت أكثرها جاء واويًّا ويائيًّا معًا. وكل هذا الأكثر يرجع إلى معنى احتباس الشيء مع ظهور أثر للمحتسى - حسب ما حللت هنا. وانفرد التركيب اليائي باستعمال "عنى بالقول كذا: أراده وقصده "وما بمعناه، وهو يرجع إلى نفس المعنى المحوري لأن المعنى في القلب والكلام الظاهر أثره ودليل عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>