ضلال مسبَّب عن هوًى أو ما هو من بابه. وكذا كل (غيّ){وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ}[الشعراء: ٢٢٤]، الضُلَّال والسُفَهَاء [قر ١٣/ ١٥٢]. {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ}[الشعراء: ٩٤]: أي الآلهة وعَبَدَتهم [الكشاف ٢/ ٤٢٩] أي والضالون بعبادتهم، وكذا كل (غاوين). {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ}[القصص: ١٨] الغوِيّ هو المُوقِع في الغَيّ. وفي قوله تعالى:{وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}[طه: ١٢١]. قالوا: فَفَسَد عليه عَيْشه. بدلًا من تفسيرها بالضلال ضدّ الرَشَد. وقيل: ذلك قبل النبوة [قر ١١/ ٢٥٧]. أقول: والأصل اللغوي لا يُحْوج إلى هذا؛ إذ يمكن تأويلها بالاحتجاب المؤقت كأنه لما عصى حُجِبَ، والفعل القاصر قريب المعنى من المبني للمفعول. {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى}[طه: ١٢٢]{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}[النجم: ٢] فالضلال هو غيبة الحق أي عدم تبينه إياه أو غيبته عنه. وقد بينا أن الغيّ فيه معنى الانجذاب إلى ما يترتب عليه الفساد فكأن فيه درجة من التعمد. وهذا سرّ الجمع بينهما فهو -صلى اللَّه عليه وسلم- ما ضل بهوى ولا بغير هوى - وقد أطال أبو هلال [الفروق اللغوية/ ٢٤٠] ولم يحرر {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي}، {بِمَا أَغْوَيْتَنِي}[الأعراف: ١٦، الحجر: ٣٩] أوقعتني في الغي بأن أمرتني بالسجود لآدم فأنِفْت فأبيْت [بحر ٤/ ٢٧٥] ونسب هذا إلى الاعتزال. أو أضللتني. فانظره. ومثلها {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا}[القصص: ٦٣] فالذين حق عليهم القول هم الشياطين وأئمة الكفر [بحر ٧/ ١٢٣] ومثلها ما في [الصافات: ٣٢] وقريب منهن ما في [الحجر: ٣٩، ص: ٨٢].