كاختفاء الغائر من كسور الثوب وباطن القدم والفخذين وغَرّ الظهر وشق الأرض وشَرَك الطريق بدقة وامتداد في الكل (وبين الغضوضة الطراءة والانثناء تلازم والخفاء زائل) وكالغِرارة والحوصلة والغراغِر - وكل من هذه الثلاثة تجوف غائر ممتد في حَيّز دقيق، يُدْخَل إليه الطعام وهو غض، أو متسيب كالغض. ومن مادّى ذلك أيضًا "الغِرار - ككتاب: المثال (= القالب الذي يُطْبَق على النصل تُضْرَب عليه النصال لتصلح، وهو ممتدّ ليّن يستجيب للطرْق). ومنه قيل "بيوتهم على غرار واحد، ورميت أسهمًا على غِرار واحد أي مَجْرَى واحد،
= (إلى عمق الفراغ واللحاق به) كغرور الثوب والجِلْد، وفي (غرو - غرى) تعبر الواو عن اشتمال، والياء عن اتصال وامتداد، ويعبر التركيبان عن لصوق (وهو كالتداخل في ثِنْي التخلخل) مع غضاضة أي رخاوة ما كما يُفْعل بالغِراء والطِلاء. وفي (غور) تتوسط واو الاشتمال فيعبر التركيب عن تجوف (فراغ) يمتد واضحًا كالجحر في أثناء الشيء كما في الغار. أما في (غير) فتوسط الياء بتعبيرها عن اتصال الامتداد جعل التركيب يعبر عن دوام الفراغ من الشيء باستبدال غيره به. وفي (غرب) تعبر الباء عن التلاصق والتجمع برخاوة، ويعبر التركيب عن انحدار (يقابل الفراغ) يمتد إلى مقر أو مغار يدخل فيه (تجمع وامتساك) كغروب الشمس في الأفق وهبوط الغَرْبِ في بئر السانية. وفي (غرف) تعبر الفاء عن إبعاد وطرْد، ويعبر التركيب عن رفع بلطف من مقر أو حيز عميق إلى أعلى - وهذا فصل وتفريق كالإبعاد - كالغُرْفة وكالاغتراف من القِدْر والنهر. وفي (غرق) تعبر القاف عن تجمع شديد أو تعقد في الجَوْف أو العمق، ويعبر التركيب عن استمرار الغئور إلى العمق كما في حالة الغرق. وفي (غرم) تعبر الميم عن التئام الظاهر أو استوائه وباختتام التركيب بها مع الرخاوة في معناه يعبر عن ملازمة الشيء لشيء وملازته إياه كالغرامة.