[الأنفال: ٥٣]، وكذلك سياق الآية {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرعد: ١١]. وكذلك:{وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ}[محمد: ١٥]، والتعبير عن المصائب بـ "غِيَر الدهر "، والقدماء كانوا يستعملون "تَغَيَّر عليه "و "تَغَيَّر له "في الشر. {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}[النساء: ١١٩] في [بحر ٣/ ٣٦٩ - ٣٧٠] عشرة أقوال في هذا التغيير يشمل أكثرَها تغييرُ الأبدان عما خلقها اللَّه عليه، وإفساد الفطرة التي فطر اللَّه الناس عليها.
والتحول من ذات أو حال إلى ذات أو حال أخرى ينشأ عنه معنى الاختلاف والمخالفة من جهتين: أولاهما أن أحدهما مختلف عن الآخر ضرورة. والثانية أن المتأخر منهما يخلف السابق. قالوا:"تغايرت الأشياء: اختلفت ".
ومن هذا الاختلاف جاءت (غير) صفة بمعناه: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}[البقرة: ٥٩] وجاءت بمعنى الاستثناء من حيث إن الاستثناء يعني أن حال المستثنَى أو أمرَه يختلف عن حال المستثنى منه: {يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ}[الروم: ٥٥]، وجاءت بمعنى النفي أخذًا من معنى الاختلاف، لكن مع صرف النظر عن المختلَف عنه والاقتصار على أن الموصوف بها مغاير لكذا أي ليس كذا. والضابط التقريبي لهذا أنه إذا كان معنى التبديل واضحًا مقصودًا فهي للتعبير عنه مثل {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ}[البقرة: ١٧٣] فالسياق لبيان تحريم هذا الذي ذكر اسم غير اللَّه عليه. ومن هذا ما في [آل عمران: ٨٣، ٨٥، النساء: ٨١، ٨٢، المائدة: ٣، الأنعام: ١٤، ٤٠، ٤٦، ٩٣، ١١٤، ١٤٥، ١٦٤، الأعراف: ٥٣، ١٤٠؛ ١٦٢، الأنفال: ٧، يونس: ١٥، إبراهيم: ٤٨، النحل: ٥٢، ١١٥، النور: ٢٧، القصص: ٧١، ٧٢، فاطر: ٣، ٣٧، الزمر: ٦٤، الطور: ٤٣ وكل (غير