للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحجب السحابة السماءَ وتمنع ضوءها أو الشمسَ وحرها {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ} [البقرة: ٥٧]، وكما تمنع الغِمامةُ الفمَ من الأكل، والعينَ من الرؤية، والأنفَ من الشم، والشعرُ نصوعَ الجبهة. ومنه: "غُمَّ الهلال -للمفعول: حال دون رؤيته غَيْمٌ. وغَمَمْتُ الشيءَ (رد) غطّيته ". ومنه: "الغُمام - كصداع: الزُّكام (انسداد الأنف ومنع التنفس). والغميم: اللبنُ السُخْن حَتَّى يغلظ " (تتربى فوقه قشرة). ومنه: "الغَمْغَمة والغمغم: الكلام الذي لا يَبِين " (مجرد شريحة صوتية ملتحمة، أو كأن على الفم غمامة).

ومن معنويه: "الغم -بالفتح. وغَمّه الأمر فاغتم وانْغَمّ كأنه يُطْبق عليه " (كما يقال: كبس على نَفَسه): {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ} [آل عمران: ١٥٣]: شائعة قتل المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- وآله وسلم بعد إصابتهم يوم أُحُد. {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} [الأنبياء: ٨٨] (الغم المادي في بطن الحوت والغم المعنوي وهو حجاب المخالفة). والذي في القرآن من التركيب: الغَمام: السحاب، والغَمّ: الكرب نعوذ باللَّه منه، وقد ذكرناهما. و "الغمة "-بالضم: الكرب والضيق والظُلْمة، وهي من الأمور: المبهم والملتبس: {ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} [يونس: ٧١]: ولا يكن قصدكم إلى إهلاكي مستورًا عليكم، بل مكشوفًا ومشهورًا تجاهرون به [بحر ٥/ ١٧٨].


= الشيء إلى الداخل كغَمْز الكبش وغمز المرأة قرونها بالأصابع. وفي (غمض) تعبر الضاد عن ضغط وكثافة، ويعبر التركيب عن غثور في جرم عظيم كالغامض من الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>