للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِالْأَمْسِ} [يونس: ٢٤]: أي لم تكن عامرة [قر ٧/ ٢٥٢، ٨/ ٣٢٨] وبهذا المعنى ما في [هود ٦٨، ١٩٥]

ومن الغنى بالمال {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} [النساء: ٦]، {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: ٣٢]. ومن معنى الغنى المالي هذا (أ) (أغنى) غير المتبوعة بـ (عن) إلا ما في [القمر: ٥، عبس: ٥، ٣٧] فإنهن من الكفاية أي عدم الاحتياج. وقد جعل أكثر المفسرين (استغنى) في [عبس: ٥] من غنى المال. وهو تفسير ينقصه التدبر والتأمل في حياة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي لم يكن في قلبه آية قيمة للمال إلا ما كان منه في سبيل اللَّه. وإنما (استغنى) هنا معناها اكتفى بحاله واستغنى عن دعوتك معرضًا عن دعوة الحق. وكلمة (تصدى) تكاد تقطع بأن هذا هو المراد، إذ المستغرب التصدي لمن أعرض.

(ب) {اسْتَغْنَى} [العلق: ٧] [ينظر بحر ٨/ ٤٢١، ٤١٩، ٤٧٨ على التوالي] وللتوثق ينظر [بحر ٣/ ٣٨١، ٨/ ٢٧٤].

(ج) صفة (غَنِيّ) إذا وُصِف بها غير اللَّه سبحانه. وقد جاءت التي بمعنى الغنى المالي للبشر كلها منصوبة عدا [ما في النساء: ١٣١] فهي للَّه عز وجل، أو مجموعة (أغنياء). أما ما كان صفة للَّه عز وجل فهو المالك لكل شيء، والغنى عن كل شيء، أي أنها بمعنى يشمل ما يرزق به خلقه في الدنيا والآخرة، في يشمل الاستغناء والكفاية بكيفية لا يعلمها إلا هو سبحانه [ينظر مثلًا بحر ٢/ ٣٢١].

ومن الكفاية والإجزاء (استغناءً وعدمَ احتياج) {فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} [التوبة: ٢٥]: لم تكفكم أمر عدوكم، {مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ} [الأعراف: ٤٨]،

<<  <  ج: ص:  >  >>