وفَجْرة الوادي -بالفتح: مُتَّسَعُه الذي يتفجر إليه الماء. ومَفاجره: مَرافضه حيث يَرْفَضّ إليه السيل. فَجَرْتُ السِكْر: بَثَقْتُه. وفَجَر الماءَ والدمَ ونحوه من السيّال (نصر): بَجَسه فانفجَر: انبجَس وانبعث سائلًا ".
ومن فتح الفرجة قالوا "مُنْفَجَر الرمل -بفتح الجيم: طريق يكون فيه ". ومن الاندفاع من فتحة المحتبس قالوا: "فَجَر من مرضه: برأ ". ومنه: "الفَجَر -بالتحريك: العطاء والكرم والجود (كما سموا العطاء ندًى وفَيْضًا والمعطِي بَحْرًا الخ. والمال لطيف الحركة لأنه متنقل، وهو محتبس في حوزة مالكه فخروجه فجر) وقد تفجَّر بالكرم وانْفَجَر، والفَجَر -محركة أيضًا: كثرة المال ".
ومن ذلك الأصل "الفَجْر: انصداع الظلمة عن نور الصبح " (كما سمي الفلق. والضوء لطيف مسترسل يناسب المائع): {وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: ١ - ٢].
ومن الأصل: "فَجَرَ الرجل فُجُورًا: انبعث في المعاصي " (شقّ الحدود واعتداها - كقول الأعرابي لعمر: إن أَطلَقْتَنِي وإلا فَجَرْتُكَ/ أي عَصَيْتك وخالفتك "(شَقَقْت حجاب الطاعة وعَدَوْتُ حَدّها). ومن هنا يقال "فَجَر: كذب، وزنى، وعَصَى كأفجر، وأخطأ في الجواب ". {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}[الشمس: ٨]، {وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}[نوح: ٢٧]، {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}[القيامة: ٥]: يكذّب بما أمامه من البعث والحساب. . . أو يستمر في مستقبل عمره مسوّفًا التوبة ومُخلفًا الوعد بها. . [قر ١٩/ ٩٤]. والأول أقرب. وكل ما في القرآن