° المعنى المحوري هو: غلظ الجرم مع امتداد ما - أو غلظ ما يتعلق به: كالعصا الغليظة الضخمة، وخشبة القصار - وهي كذلك، وكطرف العضد والفخذ وهما ممتلئان مكتنزان - ويلزم ذلك المعنى الثقلُ الشديد.
ومن ذلك المعنى:"الوَبْل - بالفتح والوابل: المطرُ الشديدُ الضخمُ القَطْرِ (والمطر يبدو في نزوله كأنه ممتد): {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ}[البقرة: ٢٦٥]. ومثل ذلك ما في [البقرة: ٢٦٤] والوابلة: نسل الإبل والغنم "(ناتجة منها أي ممتدة فتكثر وتجتمع، والاجتماع من باب الغلظ؛ لأنه كِبَر حَجْم).
ومن الثقل المعنويّ:"أرض وَبِلة - كفرِحة: وَبِئة وَخِمة. وماء وَبيل ووَبِئ: وَخِيم غيرُ مرئ. وقيل: هو الثقيلُ الغليظُ جدًّا (وفي قر: طعامٌ وَبيل: ثقيل). ومنه: "الوَبَلة - بالتحريك: الثِقَل والوخامة مثل الأَبَلة. والوبال - كسحاب: الشدة والثقل {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا}[الطلاق: ٩]: ثِقْله ووِزْره، {لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ}[المائدة: ٩٥]: عقوبةَ ذنبه ... وأصل الوَبال: الشدة في المكروه. ومثله ما في [الحشر: ١٥، والتغابن: ٥] هكذا رأى [طب ١١/ ٤٧] وقريب منه ما قال [قر ٦/ ٣١٧]. والأدق في ضوء الأصل أن يقال: ليُحسّ أو يدرك ثِقَل ما اقترف أو وخامته. فالأمر هنا تكفير عن معصية بَهدْى بالغ الكعبة أو كفارةٍ طعامِ مساكين أو عَدْلِ ذلك صيامًا، وهي قُرُبات فيها معاناة أو تكلف وثِقَل، ولكنها محمودة العاقبة، وليست عقوبة صرفة تقارن بأخذ فرعون {أَخْذًا وَبِيلًا} في [المزمل: ١٦]. ومن المعنى كذلك:"ضرب وبيل: شديد "(ثقيل). "ووَبَل الصيدَ وَبْلا وهو الغَتُّ وشدةُ الطرد "(حتى يثقُل ويعجِز).