للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك عنه ". {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} [ص: ١٥] أي لا يَبِلّون منها، {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ} [الأعراف: ١٤٣].

و (فوقُ) نقيض تحت. يصدق بالفراغ الذي يعلو الشيء، كما أن أعلى الشيء في الأفق هو الفراغ بين السماء والأرض: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} [الأحزاب: ١٠]: من فوقكم من جهة الشمال الشرقي حيث قريظة ومن معها، ومن أسفل منكم من الجنوب الغربب حيث قريش ومن معها. [ينظر ل، بحر ٧/ ٢١٠]. {عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: ٦٥] كالصواعق، وكما أمطر الحجارة، وفتح أبواب السماء بالطوفان [بحر ٤/ ١٥٥].

و"الفاقة: الفقر والحاجة "من الفراغ في الأصل.

ومن معنوي الارتفاع: "فاق شخصًا: علاه، والمصدر الفَوْق -بالفتح، وكسحاب ": {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: ٧٦]. وليس في القرآن من التركيب إلا (أفاق) (فَواق) (فوق) وقد ذكرنا معانيهن. {لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة: ٦٦]: من قَطر السماء ومن نبات الأرض، أو من جهة التوسعة كما تقول: فلان في خير من فَرْقه إلى قدمه [ل]. {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: ٢٦] أي فما هو أعلى من البعوضة في باب الصغر - كما يقال ترتيب تصاعدي في الصفة المقصودة وهي دقة الجِرم مع ضآلة الشأن. وهذا يتفق مع قول أبي عبيدة في [ل]. {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عمران: ٥٥] الذين اتبعوه: إما المسلمون الذين هم مؤمنون بعيسى عليه السلام على حقيقة أمره، أو هم المنتمون إلى شريعته وإن لم يتبعوه

<<  <  ج: ص:  >  >>