للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض، وفَمُ القناة التي تجرى تحت الأرض. وفُقْرَة القميص - بالضم: مَدْخل الرأس منه. فَقَر الخَرَزَ: ثَقَبه للنَظْم ".

° المعنى المحوري فراغ نافذ في العمق يسترسل امتدادًا أو دوامًا: كفِقار الظهر فهي عظمة لكن تخترقها قناة من أولها إلى آخرها، وكتلك الآبار النافذ بعضها إلى بعض، والقناة التي في باطن الأرض، وكفَتْحة الرأس في القميص ينفذ منها الرأس ليخترق البدنُ سائرَ القميص، وكثُقْب الخَرَزَة وهما دائمان.

ومنه: "فَقَر أنف البعير (نصر وضرب): حَزَّه حَزًّا، والأرضَ: حَفَرها ". (كلاهما حَزٌّ نافد). ومن مجاز ذلك: "الفاقرة: الداهية " (الكاسرة لفقار الظهر أو المُذلة المُرغمة للأنف، من فَقْر أنف البعير المستصعب ليربطه بجرير ويُذَلِّلَهُ، أو المُفْرِغة ما في الجوف والحوزة من مادة قوة وآمال): {تَظُنُّ أَن يفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} [القيامة: ٢٥].

ومن فراغ العمق سمي "الفَقِير ضد الغني "لخلو حوزته من المال. وبذا يمكلن أن نحسم الخلاف المشهور في التمييز بين الفقير والمسكين بأن الفقير هو الذي لا يملك شيئًا، ولكن قد يكون به قوة على الكدح والعمل والطلب وإن كان ما يجمعه لا يكفيه، والمسكين فيه سكون: استكانة وضعف عن المكافحة لعجز أو مرض أو فقر معجز. وقد يكون أحسن حالًا - في المال - من الفقير الذي لا يملك شيئًا [وانظر تركيب سكن هنا، ول سكن وفقر]: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة: ٦٠] وليس في القرآن من التركيب إلَّا (الفقير) وجمعه، والفاقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>