للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَخَّرَ} [القيامة: ١٣ وكذلك ما في الانفطار: ٥]: الظاهر حمله على العموم فيكون كناية عن كل ما عمل أولًا وأخيرًا)، أو قدّم من عمل وأخرّ من سُنة يُعمل بها بعده. وكل ما ذكره المفسرون مما يقدّم ويؤخر تمثيل، وصالح. فهي عبارة من الجوامع [ينظر بحر ٨/ ٣٧٧] {وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ} [ق: ٢٨] (أسلفت في الدنيا التنبيه بالوعيد) لمن عصاني، فلم أترك لكم حجة [نفسه ٨/ ١٢٦].

و"قَدَم كقعد، ض، وتقدم، وأقدم، واستقدم بمعنى {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر: ٣٧] أرجح أن المراد: أن يقبل الدعوة الراشدة ويتنبه للإنذار، أو يُعْرِض [ينظر نفسه ٨/ ٣٧٠] ومثلها ما في [الحجر: ٤]. {لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ} [سبأ: ٣٠ وكذا ما في الأعراف: ٣٤، يونس: ٤٩، النحل: ٦١]، {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: ٢]. (ذنوب الأنبياء نسبية، منها درجات قربهم وأحوالهم السابقة مع الله بالنسبة لما ترقّوا إليه. حسنات الأبرار سيئات المقربين. وينظر تفسير ابن عطية لآية البقرة ١٢٩) "وقُدَّام ظرفٌ نقيضُ: خلف، والقُدَّام مِن الناس من يتقدمهم بالشرف ".

ومنه "قَدِمَ المدينة - كشَرِبَ: أتاها (كأن الأصل: سبق إليها) وإلى الأمر: قصد له (اتجه له/ جعله أمامه) {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: ٢٣].

ومن التقدم المذكور جاء "القِدَم - كعنب: ضدُّ الحدوث "إذ هو سبق زمني (بالنسبة لموقف التحدث أو لمقامه) كالسبق والتقدم المكاني. "قدُم الشيء (كرم/ فهو قديم وقُدام) {فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [الأحقاف: ١١]، {كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس: ٣٩, وكذا ما في يوسف: ٩٥]، {أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ} [الشعراء: ٧٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>