"المُقَصَّد من الرجال: الذي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم. القَصِيدُ من المخ: دون السمين وفوق المهزول (الذي) كالماء. وسنام قَصِيدٌ: سَمين. وعظم قصيد: مُمِخّ. وناقة قَصِيدٌ وقصيدة: سمينة ممتلئة، جسيمة بها نِقْيٌ أي مخّ. بيننا وبين الماء ليلة قاصدة: هيئة السير لا تعب ولا بطء ".
° المعنى المحوري توسط الشيء في حاله أو توسطه بالأَمّ والاتجاه. كالرجل والمخ الموصوفين والناقة التي (بها نِقْى) أي ليست بالغة السِمَن، واللحم اليابس غير القديد فهو متوسط. والعظمُ المخ ممتلئ الوسط. "وسمي العُنُق قَصَدَة "- بالتحريك، لتوسط طوله عند الآدميين وأكثر الحيوانات، فهو ليس في طول الذراع مثلًا. ومنه "سَفَرٌ قاصد: سهل قريب "فهو متوسط ليس بعيدًا {وَسَفَرًا قَاصِدًا}[التوبة: ٤٢] وطريق قاصد: سَهْل مستقيم (أي فهو أقرب){وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ}[النحل: ٩] أي (تَبْيِينُ) الطريق المستقيم الذي لا حرج فيه والدعاءُ إليه بالحُجج والبراهين الواضحة {وَمِنْهَا جَائِرٌ} غيرُ قاصد ". فيه غُلوّ أو ضلال {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ}[لقمان: ١٩]: توسط فيه بين الإسراع والبطء [قر ١٤/ ٧١]{فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}[فاطر: ٣٢]. هذه الآية في أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - (والمقتصد بين الظالم نفسه والسابق)[وانظر قر ١٤/ ٣٤٧]{مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ}[المائدة: ٦٦] وهذه في أهل الكتاب: إيمانهم وقولهم في سيدنا محمَّد وسيدنا عيسى - عليهما السلام - ما يليق بهما، أو عدم استهزائهم [قر ٦/ ٢٤١] و "الاقتصاد: التوسط، والقَصْدُ: الوَسَط بين طرفين. والقصد في المعيشة بين الإسراف والتقتير ". وكل ما في القرآن من التركيب فهو من معنى التوسط والاعتدال.