للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغئور مع غلظ وشدة عبّرت عن لازمه وهو الثبوت لشيء خطير {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء: ١٠٠]. ونظيرها في هذا أخذ معنى الوجوب الثبوت واللزوم من الوجوب السقوط، {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: ١١٨] (ثبت). ويمكن أن يفسر بهذا "مواقع النجوم "في الآية المذكورة قبلًا. ومن الثبوت والإثبات كذلك {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} [المائدة: ٩١] (يغرسها ويزرعها) {وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} [الذاريات: ٦]: الجزاء نازل بكم [قر ١٧/ ٣٠] وقد فسره أبو حيان بـ (صادق) وفسِّر في [الكشاف ٤/ ٣٨٦] وأنوار التنزيل بـ (حاصل) وهي تئول إلى ثابت أي حق.

وكل ما في القرآن من التركيب عدا ما في فقرة الوقوع الثبوت هذه - فهو من معنى الهُوِيّ.

ومن الوقوع نحو السقوط "المواقعة المباضعة ". وقد قالوا "وَقَع عليها ".

ومن الأصل "التوقيع: سَحْجٌ في ظهر الدابة أو أطرافِ عظامها من الركوب " (غئور من حكّ الأحمال والركوب).

ومن معنوي هذا استعمالها في الغيبة ونحوها. "وقع فيه: اغتابه، وقع فيه: لامه وأَنَّبه " (انتقاص منه كما قالوا عابه. وفي تركيبها العيبة، وكما سمَّوْه طَعْنًا وهَمْزًا).

وأيضًا من هذا "وَقَع في العمل: أخذ، وواقعَ الأمورَ: داناها " (مارَسَ/ احتكّ فيها/ توغل).

و"التوقيع في الكتاب: إلحاق شيء (مهم) فيه بعد الفراغ منه " (فهو إثبات لمهم في نهاية الكلام تحته).

<<  <  ج: ص:  >  >>