للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهجرون الشوارع والأماكن المكشوفة إلى بيوتهم أو أي أماكنَ تَقِيهم الحرّ وقد ينامون. واجتماع الماء في المكان المنخفض هو زوال وانحدار من الأماكن المرتفعة إلى المنخفضة، والأُدْرة من نزول الماء والمعي إلى حيث يحتبس في الخُصْية (١). وهو استقرار غير طبيعي.

فمن القيلولة قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} [الفرقان: ٢٤] أي منزلًا ومأوى أي (مكان راحة وسكون واللفظ ينبه على أن التنقل متاح - بعد لفظ الاستقرار). وعن التفضيل (في كلمة: خير) جاء في [ل] أنه يجوز هنا لأنه موضعٌ خير من موضع، وليس تفضيلًا في صفة، ولو كان تفضيلا في صفة ما جاز، لأنه ليس في مستقر أهل النار خير قط ".

ومن القيلولة كذلك {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} [الأعراف: ٤] وخص مجيء البأس بهذين الوقتين، لأنهما وقتان للسكون والدعة والاستراحة، فمجيء العذاب فيهما أفظع وأشق، ولأنه يكون على غفلة من المُهْلَكين فهو كالمجيء بغتة [بحر ٤/ ٢٦٩] وقد أخذوا من وقت القيلولة "القَيُول: اللبن الذي يشرب نصف النهار، والقَيْل الناقة التي تحلب في ذلك الوقت ".

ومن الاستقرار المؤقت "المقايلة: المبادلة "- حيث يزول أي ينتقل ما بيد كل من المتبادلين إلى يد الآخر. وكذلك "أقاله البيع وتقايل البَيِّعان: تفاسخَا "حيث يزول ما بيد كل إلى آخر.


(١) اللسان (أدر) , وفقه اللغة للثعالبي ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>