قَلَب الثوبَ والشئَ, وَتَقَلَّبَ الحيةُ (كل هذا لإظهار الجانب الباطن أو الخفي كأنه باطن - بذلك التقليب){فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ}[الكهف: ٤٢]- كناية عن الندم والحسرة. ومن تكثير ذلك مع كونه معنويًّا {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}[الأنعام: ١١٠]. ثم عبروا به عن مجرد التغيير الكثير. ومنه "تقليب الأمور: بحثُها والنظر في عواقبها (ووجوهها المختلفة بقلبها على هذا الوجه ثم ذلك، ليُرَى كيف تكون {وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ}[التوبة: ٤٨] صَرّفوها وأجالوا الرأي في إبطال ما جئت به "[قر ٨/ ١٥٧]. ومن تكثير ذلك مع كونه معنويًّا {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}[الأنعام: ١١٠].
ومنه دَلّ على تغيير الأحوال إلى عكس ما كانت (أي تقليبها). وكل الفعل (قلّب) ض ومضارعه، وكذا مضارع (تَقَلّب)، وكذا المصدر (تقلُّب)، وصيغة (مُتَقَلَّب) هو من التقلب الحسيّ أو المجازي.
ومن التغيير بإخراج الباطن إلى الظاهر أي عكس الحال عبروا بالتركيب عن الرجوع إذ هو عكس الذهاب {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ}[العنكبوت: ٢١]، {وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ}[المطففين: ٣١]: رجعوا {وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ}[آل عمران: ١٤٤] يرتدّ عن الإسلام {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}[آل عمران: ١٧٤] رجعوا ظافرين بها. وقالوا:"قَلَبَ المعلم الصبيان: صَرَفَهم ورَجَعَهم إلى منازلهم ". وكذا كل (انقلب) وما تصرف منها فهي في القرآن بمعنى الرجوع هذا حقيقة أو مجازًا. ومن ذلك التقَلُّبِ "قَلَبَتْ البسرةُ (قاصر): احْمَرَّت، وشاة قَالبُ لون: جاءت على غير لون أمها " (فذلك التغير عكس