حين)، وكأن استعمال القَلْد للشرب مجاز لأن عبارة (من .. في) توحي بتكرار ذلك كالقَدْح المذكور. وقالوا أيضًا "أقْلَدَ البحرُ على خَلق كثير: ضَمَّ عليهم أي غرَّقهم ". وسائر الاستعمالات اجتُزِئ فيها بالاحتباس أو الامتساك في حيز. كالقِلْدةِ ثُفْل السمن. والبُرَة وهي حلقة تجعل في أنف البعير أو في لحمة أنفه للزينة أو التذليل تُدْخَل سلكًا ثم يُقْلَد طَرَفاه أي يُفْتَلان ليصير حَلْقة. والقَلْد كذلك.
ومن الحوز شيئًا فشيئًا على هيئة ما "المِقْلد - كمنجل: عصا في رأسها اعوجاج يُقْلَد بها الكَلأَ أي يُجعل حِبَالًا أي يفتل (المقصود يُجمع صفًّا مكدّسا ممتدًّا)، والإقليد: شريط يُشَدّ به رأسُ الجُلّة (التي يُجْمَع فيها التمر وغيره)، وخَيْط من الصُفْر يُقْلَد أي يُلْوَى ويُشَدّ على البُرَة، والقَلْد - بالفتح مصدرٌ: لَيّ الحديدة الدقيقة على مِثْلِها، وقَلَدْت الحَبْل فَتَلْته ". ومنه "االمقلاد: الخِزَانة يُجْمَع فيها الشيءُ (يُحَوَّل إليها فتُغْلَق شديدة عليه) والإقليد والمِقليد - بالكسر: المفتاح (المفتاح أداة الإغلاق والحبس جمعًا كما هو أداة الفتح، لكن اسم الإقليد والمقليد منظور فيه إلى الأول). وبعد ما سبق واضحًا ينكشف زيف الزعم بأنه معرب [المعرب للجواليقي ٦٨، ٣٦٢، ل] وقوله تعالى: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الزمر: ٦٣، الشورى: ١٢]- فُسِّرت بالمفاتيح. وقال السُدِّىّ: خزائنها [قر ١٥/ ٢٧٤] وقد بان وجه كليهما في ما سبق. والتفسير بالخزائن أدقّ كقوله تعالى:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ}[الحجر: ٢١]، {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[المنافقون: ٧] ومن الأصل "القِلادة - كرسالة: ما جُعِلَ في العنق يكون للفرس والكلب (بها يُمْسَكُ ويُشَدّ) وللإنسان وللبَدَنة ... التي تُهْدَى تشبيهًا أو