{فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ}[النمل: ٩٠] ومنه "أكبّ الرجل: إذا ما نَكّسَ. رجل مُكِبَ: كثير النظر إلى الأرض {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الملك: ٢٢] إما بمعنى أن الكفار يمشون على وجوههم حقيقة يوم القيامة. وإما أنه مثل للكافر في اضطرابه وتعسفه في عقيدته وتشابه الأمر عليه .. كالأعمى الذي لا يرى طريقه يتعثر كل ساعة فيخر لوجهه [ينظر بحر ٨/ ٢٩٧] والقول الأخير هو الصواب بقرينة المقابل. ومن التجمع "الكُبَاب - كغُرابَ: الطين اللازب يتماسك فيتجمع. والكُبّ - بالضم: الشيء المجتمع من تراب وغيره. وكُبَّة الغَزْل: ما جُمع منه. والكُبْكُب - بالضم وكتُماضِر: المجتمِعُ الخَلْقِ. وتَكبَّب الرملُ: نَدِىَ وتعقّد " (تجمّع).
ومنه "كُبَّة الخيل - بالضم، وكَبْكَبَتها - بالفتح: جماعتها (عُدّ احتشادها معًا كالتلاصق). ومنه "كَبَبْت القَصْعة على وجهها (قلبتها). وكَبْكَبَ الشيءَ: قَلَبَ بعضَه على بعض {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ}[الشعراء: ٩٤] دُهْوِروا وجمعوا ثم رُمى بهم في هوّة النار .. وحقيقة ذلك في اللغة تكرير الانكباب. [ل]. ومن معنوي الكبّ القلب على الوجه "أكبَّ على الشيء: أقبل عليه يَفْعَله ولزمه ".
= حَبْسه) الذي شأنه أن يَخرج ويظهر ردًّا قهريًا كحبس الغيظ. وفي (كبد) تعبرّ الدال عن حبس، ويعبّر التركيبُ معها عن احتباس المتجمع تماسكًا واشتدادًا كالكَبد وهو دمٌ متماسك. وفي (كبر) تعبّر الراءُ عن الاسترسال، ويعبّر التركيبُ معها عن استرسال هذا المتجمع، تزايدًا ونموًا كما في كِبَر الصغير.