للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو عِيالٌ وثِقلٌ على صاحبه (عاجزٌ لا يمتد أو يتصرف، ولا قوة - حِدّة - له) {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ} [النحل: ٧٦] وكذا "الكَلُّ اليتيمُ ". (محمول على ذاك لفقد الحدّة). ومن ملحظ عدم الامتداد: "الموروث كلالةً لا والد له ولا ولد " (ذهاب أطرافه وامتداده) {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ} [النساء: ١٢].

"ومن تجمُّع الشيء على ذاته في الأصل. جاءت "كُلّ "بمعنى جميع {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة: ٦٠]، {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: ١٠٩]، {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} [البقرة: ٢٠]. (أي كل مرة إضاءة). وكل (كلّ) في القرآن يئول معناها إلى معنى (جميع) هذا. فقوله تعالى {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [البقرة: ١١٦] {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم: ٩٥] معناها كل واحد منهم، فهي أدل على الجمع لأنها تنص على عدم تخلف أي فرد عن الحكم.

ومن ذلك الأصل كلمة "كَلَّا "، ذكروا من معانيها التنبيه [تاج] إلى الكلام الآتي أو لخَطَر الموقف الحالي أي جدّيته. ففي حالة اللفت إلى الآتي يكون فيها معنى الإضراب عما سبق للانتقال إلى أمر آخر، أو لمجرد الانتهاء. وقد تكون للنفي وإبطال قول القائل. وفي حالة اللفت إلى خطر الموقف تُفَسَّرُ بالتحذير وبالإيقاف وبالزجر أي أنها ليست بالضرورة لتنبيه من هو مخطئ على خطئه - كما جاء في [بحر ٦/ ٢٠١] عند {كَلَّا سَنَكْتُبُ} [مريم: ٧٩]. وفي {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} [عبس: ١١] قال [قر ١٩/ ٢١٥] أي لا تفعل بعدها مثلها: ثم أردف [قر] بما يناسب اختياره الجافي لمعنى كلمة (استغنى) قبلها. والذي أرى أن {كَلَّا} في [عبس: ١١] للتنبيه إضرابا وهو توقف يؤخذ من الثقل، ونفْيٌ لتجشم مقتضى

<<  <  ج: ص:  >  >>