فسادكم " [ل]. (كما نقول: لا يدخر جهدًا في كذا). ومن هذا التفسير بالتقصير قالوا: "ما ألوت أن أفعله أي ما تركت. لا يألو خيرًا: لا يدعه ولا يزال يفعله " (كلاهما معناه: ما اختزنت جهدي).
ومن ذلك الاختزان وعدم التبديد "هو يَأْلُو هذا الأمر: أي يطيقه ويقْوَى عليه. ما أَلَوْته: لم أستطعه ولم أطقه "فالطاقة قوة مختزنة. ومن هنا قالوا: "أتاني في حاجة فألوت فيها أي اجْتهدت. أَلَا وألّى - ض وتألّى: اجتهد "وكأن هذا من استعمال اللفظ في لازم معناه، أي من وجود الطاقة استعمل في بذلها. لكن البذل ليس أصيلًا في معنى التركيب. ونلتفت أيضًا إلى أن تفسيره "ألا يألو "بـ "فتر وضعف "بدلًا من "قصّر "تسامح، لكنه يؤخذ من التقصير.
و"الأَلْوة - بالفتح وكهَدِيّة: اليمين وآلَى وائْتلى وتأَلَّى: أَقْسَمَ " (هذا المعنى يرجع إلى شدة عزم النفس على الشيء، وارتبط بالامتناع عن المرأة لأن هذا ضبط نفس وشهوة وماء، فهما من باب الاختزان في النفس أي احتفاظ الشيء بمادته){لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ}[البقرة: ٢٢٦] , {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ}[النور: ٢٢] يمكن أن تكون بمعنى يمتنع، أي من ملحظ الاختزان، فهذا أقرب من أن تكون من القَسَم على تقدير نافٍ قبل {أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى}.
وقول ابن الأعرابي إن الأَلْو: العطية، احتجاجًا بقوله (أخالد لا آلوك إلا مهندًا). ليس مُسَلَّمًا, لأنه معنى غريب عن المعنى المحوري للتركيب، ويتأتى أن يؤوّل الشاهد، بأن يكون معنى لا آلوك إلا مهندًّا: ليس عندي (لك) إلا مهنّدٌ. والذي عند الإنسان هو مختزن له.