° المعنى المحوري مَضْغ الشيء أو إدارتُه في الفم على شدة فيه: كمضغ الأَلُوك واللِجام. ومنه الأَلُوكة والأَلُوك والمَأْلُكة -بضم اللام وفتحها: الرسالة (لأنها رسالة شفوية تدار في الفم والعامة تقول الآن (قال له بُقَّين) وهذا له أصل في (بَقَّ: كَثُر كلامه،) وأَلَكَ بين القوم: ترسَّل (أَوْصَل كلام كلِّ طرف إلى الآخر)، وأَلَكَه (ضرب): أبلغه الأَلُوك. وينقل بالهمزة فيقال آلكتُه والأصل أَأْلكته. والأمر منه ألِكْنى إليها برسالة [أصلها أَأْلِكني]، والمعنى كُنْ رسولي إليها، والهمزة فيه لإصحاب المفعول مثل:"أقربتُ السيفَ: جعلتُ له قِرابًا ".
وقالوا إن المَلَك -كجبل- من هذا، وأصله مَألَك، ثم بالنقل مَلْأَك، ثم خُفِّف فصار مَلَكًا. لأن الملَك رسولٌ يحمل رسالةٌ من الله عزّ وجلّ إلى مَن أراد من عباده. وفي ترجمة لأك في [ل] أوردوا أن ألِكْنى أصلها أَلْئِكْنى، والمَلْأك المَلَك لأنه يُبلّغ الرسالة عن الله عزّ وجل. وهذا التركيب (لأك) ليس فيه إلا هذا المعنى فحرِيٌّ أن تكون "ألك "هي الأصل. ويقويه كثرةُ ورود أَلَك ومَأْلك بمعنى رسالة، ولم يرد من التركيب الآخر إلا مَلأك. كما ينبغي أن يُعَتدّ بملحظ أن الرسالة هنا تَعني رسالةً شفوية يحملها رسولٌ إلى المرسل إليه -كما تَشْهد بذلك الشواهدُ الواردة [انظر ل ألك]- وهذا يقوِّي مأخذَ الملَك من تركيب "ألك "من ناحيتين: الأولى أن الاستعمالات الواردة في ألك هي في تقليب شيء في الفم، والثانية أن رسالة الملائكة كانت دائمًا -فيما أعلم- شفويةً يملون رسالاتهِ عزّ وجلّ إلى المصطفَين من خَلْقه؛ فهذا وجه شَبَهٍ يحقِّق أخذَ هذه من تلك. وأما أخذها من "ملك "كما قال ابن كَيسان وغيره، فلا يناسب الملائكة الذين هم أعلم الخلق بأن المُلْك الحق لله الواحد القهار. [وانظر ل، وطب ١/ ٤٤٤، وقر