كاجتماع شعر اللِمّة في نهايته، حيث يماسّ الكتفين بأطرافه فحسب، وكأصحاب السفر تجمعهم طاريء، والحَجَر المجتمع الأطراف، والناقة الوافرة اللحم نُظِر فيهما إلى استدارة الطرف المحيط الخارجيّ. ومنه "الآكل يلُتم الثريدَ (المنتشر) فيجعله لُقَمًا. ولمَّ اللهُ شَعَثَه: قارب بين شتيت أموره [تاج]. ولَممْت الشيءَ (رد) جمعتُه (جمع خفيف غير وثيق){وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا}[الفجر: ١٩]-أي بجميعه: أَنْصِبَتكم وأنصبةَ غيركم "(بلا استحقاق). ومنه "الإلمام واللَمَم ": وله تفسيرات ثلاثة: أ - مُقاربة الذَنْب من غير مواقعة، ب - صغار الذنوب نحو القُبلة والنظرة. ج - أن يلم بالمعصية الفاحشة ولا يُصِرّ عليها. نظروا إلى قولهم: (أَلَمّ به: وما يزورنا إلا لماما " (كما نقول الآن خَطْفًا). {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إلا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} وما ذكرناه هو كلام اللغويين وأقربه إلى مذاق اللفظ هو الثاني لأنه مس عند الطرف أو الحافَة، ثم الأول. أما كلام المفسرين فينظر [قر ١٧/ ١٠٦ - ١٠٩، بحر ٨/ ١٦٢] وبه لمَمٌ من الجن أي مَسّ ".
"ولم "النافية يؤخذ معناها من منع الانتشار في الأصل، كأن المعنى جَمُدَ أو توقَّف عن أن يفعل {بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[الصافات: ٢٩]. وكذلك "لما "الجازمة لأنها مقاربة {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}[الحجرات: ١٤]. وأما "لما "الحينية فهي من الاجتماع (اجتماعُ تمامٍ) أي حين تَمّ الأول وقع كذا،
= وحدّة, ويعبّر التركيب عن الدفع بضغط في البدن كما في اللَمْز. وفي (لمس) تعبّر السين عن نفاذ بدقة وقوة، ويعبّر التركيب عن نوع من الجَسّ للظاهر طلبًا لمعرفة أو تحصيل كما يُفعل بالناقة اللَمُوس.