ما يبلُغ به الشيءُ ذلك من قوة باطنة وزادٍ وأَسْبابهما. والتركيب مستعمل في معنى الإبقاء دهرًا مع الزاد ومستلزمات المعيشة {يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}: يُبْقيكم بقاء في عافية إلى وقت وفاتكم ولا يستأصلكم بالعذاب [ل]{وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}[يونس: ٩٨] وهذا الفعل المضعف ومضارعه هما في القرآن بهذا المعنى: البقاء زمنًا ممتدًّا (أي حسب المعاد في حياة البشر) ويقال "أَبْغِي مُتْعة أعيش بها "مثلثة: أي شيئًا آكله أو زادًا أتزوده، أو قوتًا أقتاته ". أي الزاد ولوازم المعيشة. فأما {فَتَعَالينَ أُمَتِّعْكُنَّ}[الأحزاب: ٢٨]، فهذه من متعة المطلقة، وكذلك في [البقرة ٢٣٦، والأحزاب ٤٩]. وأما {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَي الْحَجِّ}[البقرة: ١٩٦] فهذه متعة الحج. ولفظ (المتاع) يستعمل في اللوازم المذكورة: السلعة والمنفعة وكل ما تمُتِّع به، والمال والأثاث، وكل ما يُنتفَع به من عُروض الدنيا قليلها وكثيرها [ل]{فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ}[النور: ٢٩. وكذلك ما في النساء: ١٠٢، ويوسف: ١٧، ٦٥، ٧٩، والرعد.١٧] وسائر كلمة (متاع) في القرآن الكريم هي اسم مصدر للفعل (متّع) بمعناه المذكور (الإبقاء الطويل مع وجود لوازم المعيشة أو توفرها).
هذا، وقد تحمل المُتْعة معنى الالتذاذ بالشيء، وذلك من نُجوع الشيء طعامًا أو شرابًا أو غيره - في البدن وموافقته له تمام الموافقة فيرتاح له - وهذا من وجود الكمال {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا}[الأحقاف: ٢٠] وكذلك كلّ {وَاسْتَمْتَعْتُمْ} في القرآن. ويتأتى أيضًا أن يكون منه {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ}[الحجر: ٣].