متحققة في الحبل والمصارين وفي الأرض التي لا تنبت (لا تتشقق بالنبات). والمرور استرسال اجتيازي وفيه امتداد الوجود إلى مكان آخر كالاطرادي. وشدة الأثناء فيه واضحة في آيات المرور التي سنذكرها.
ومن شدة الأثناء مع الاسترسال "المرمر الرُخام "وصلابتُه من شدة تركُّز ذرّاته، ويتضح اطراده بعد تسويته، "والمرارة "فيها- مع شدة المذاق المركزة التي تمتدّ- أنها تمرئ الطعام أي تساعد على هضمه فيسري في البدن. ومما فيه ذلك المذاق "المُرار- كغراب: شجر مرٌّ إذا أكلتْه الإبلُ قَلَصتْ عنه مشافرُها "ومن ذلك أيضًا "المِرّة- بالكسر: القوة وشدة العقل {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} واستمرَّ مَرِيرُه: قَويَ بعد ضعف ""هو يُمارّ فلانًا، ويمِرّه- من أَمَرّ: يعالجه / يتلوَّى عليه ويديره ليصرعه ". ولعل هذا المعنى الأخير ناظر إلى قولهم "أَمَرَّ الناقةَ بذَنَبها: صَرَفها شِقًّا لشِقّ (بِلَيّ ذَنَبها): يَستمكن من ذَنَبها، ثم يوتِّد قدميه في الأرض كي لا تَجُرّه إذا أرادت الإفلاتَ منه. فإذا ذُلِّلتْ بالإمرار أرسلها إلى الرائض ". (فهي حينئذٍ تقبل أن تراض فتطرد في عملها).
= مضطربة كالدواب في المرج وكالغصن المريج. وفي (مرح) عبرت الحاء عن نفاذ باحتكاك وعرض أو اتساع، ويعبر التركيب عن تسيب الشيء بقوة من أثناء ما يمسكه أو يحسبه كالماء من المزادة المرحة. وفي (مرد) تعبّر الدال عن ضغط ممتد يؤدي إلى تماسك واحتباس، ويعبّر التركيب عن اشتداد الظاهر مستويًا أملس (لا ينفذ منه شيء = احتباس) ممتدًّا كالرملة المرداء، والأَمْرَد. وفي (مرض) تعبّر الضاد عن كثيف ينفذ بغلظ، ويعبّر التركيب عن كثيف يَغشى الشيءَ فيُثقله فيعوق حدّته كالشخص المريض والليلة المريضة.