للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و "الأمير: الملك "أي ذو الأَمْر أي الذي له أن يطلب استحداث أشياء أو عملها: "أمَر عليهم " (نصر، وكفرح وكرم).

وفسر قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا} [الإسراء: ١٦] أي كَثَّرناهم. وذلك على القول لورود الفعل بهذا المعنى من باب (نصر)، كما فُسِّرت بالأمر ضد النهي أي أمَرْناهم (أي أمرهم الله بأوامر من عبادته) ففسقوا عن أمر ربهم وعَصَوا. وقرئت أمّرنا -بالتضعيف: أي جَعَلناهم أُمَراء. كما قرئت آمرنا- بالمد بمعنى التكثير، وأمِرْنا كعَلِمنا وفسرت بالأمر ضد النهي، وبالتسليط وبالتكثير، [ل ٨٨/ ٥ - ٨، وقر ١٠/ ٢٣٢ - ٢٣٣] ومن ذا: "أَمرَ أمرُه كفرح: اشتَدّ. والاسم الإِمْر بالكسر [ل. ٩٣/ ١٩] {لَقَدْ جِئْتَ شَيئًا إِمْرًا} [الكهف: ٧١] أي عظيمًا كقوله تعالى {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: ١٥] وكتسمية الفواحش من الذنوب كبائر.

أما (الأمر) فهو يأتي بمعى المصدر من (أمر) كما في {وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف: ٦٩, وكذلك ما في ٥٠ منها] وغيرهما. ويأتي بمعنى (الحادثة) و (الشأن) و (الحال) كما في [تاج]، وهذا المعنى هو صورة من الجرَيان المأخوذ من النفاذ في المعنى المحوري وجمع الأول أوامر، وجمع الأخير أمور [تاج]، وإذا أُسْنِد (الأمر) إلى المولى عَزَّ وَجَلَّ فإنه يفسَّر بالقضاء، وبالتصريف والتدبير. ويوضح بعض ذلك ما في [البحر ٣/ ٢٧٩] في {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء: ٤٧] الأمر هنا واحد الأمور يُقصَد به الجنس وهو عبارة عن المحكومات .. كالعذاب واللعنة والمغفرة، أو المراد به المأمور به أي الذي (إذا) أراده أوجده، أو كل أمر أخّر تكوينه فهو كائن لا محالة لا يتعذر عليه شيء يريد أن يفعله ".

<<  <  ج: ص:  >  >>