فيُتَمَصَّر أي يُحْلَبُ قليلًا قليلًا. وامَّصَر الغزْل: تَمسّخ. والمِصْر - بالكسر: الوعاء، وغُرّة الفرس إذا كانت تِدقّ من موضع وتغلظ من موضع فهي متمصرة ".
° المعنى المحوري أخذُ الشيء أو جذبُه بنحو العَصْر قليلًا قليلًا أو مرة بعد أخرى مع استرسال. كحلب الناقة بالصفة المذكورة، وتمسخ العزل كأنما جُذِبَ، وكالأخذ في الوعاءِ مرةً بعد أخرى. والغرة المذكورة تَقِلّ مرة بعد أخرى مع استرسالها. كأن اتساعها وجود، ودقتها انقطاع.
ومنه "مَصَّرَ عليه العطاءَ - ض: قلّله وفَرّقه قليلًا قليلًا (لإعطائه دَفْعة - دَفعة) وكذلك "مَصَّرَ عطيته: قَطّعها قليلًا قليلًا. وجاءت الإبل إلى الحوض متمصرة، ومُمْصِرة - كمحسنة: أي مُتَفَرّقة. والتمصير في الثياب: التخرق من غير بِلًى "(مساحات متينة النسج وبينها الخروق) ومنه "المِصْر - بالكسر: الحاجز والحد بين الأَرَضِين: اشتريت الدار بمُصُورها أي بحُدُودها (الحدّ يحوز المحدود شيئًا بعد شيء مسترسلًا حوله). والمِصْر - بالكسر: الكُورة واحد الأمصار (بلدٌ أو مساحة تُحَيَّز وتُحَدَّد حدودها - لا كالصحراء بغير حدود)، وقد مَصَّر عمر - رضي الله عنه - الأمصار ومنها البصرة {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ}[البقرة: ٦١]. واسم مصر النيل (حفظها الله تعالى) هو بالهيروغليفية (مصر Metcher. والعلاقة بين المصرية القديمة والعربية بالغة القوة -[ينظر: البرهان على عروبة اللغة المصرية القديمة. د. علي فهمي خشيم ص ٧٦٥]. وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى مصر النيل، عدا هذه الآية الأخيرة، فإن كلمة (مصر) فيها تحتمل أن تكون مصر النيل وأن تكون أي (مصر) أي مدينة.
ومن الأصل "ثوب مُمَصَّر - كمعظم: مصبوغ فيه شيء من صُفرة ليست