ونُحَاس) ما ذاب من صُفْر أو حديد. والمُهْل والمُهْلة -بالضم: ضرب من القَطِران ماهِيٌّ رقيقٌ يشبه الزيت وبضرب إلى الصفرة من مَهَاوَيهِ وهو دَسم تُدْهَن به الإبل في الشتاء، والقَطِران الخاثر لا يُهْنَأُ به. ومَهَلْتُ البعير إذا طَلَيتَه بالخَضْخاض (ضربٌ من النِفْط أسود دسم رقيق لا خثورة فيه) والمُهْلُ أيضًا: الصديد والقيح، ودُرْدي الزيت ".
° المعنى المحوري تسيبٌ وتميع لما هو في الأصل مادة متينة غير مشوبة. كذائب الفضة والصُفْر إلخ، وكذلك القطران والنفط، وكدُرْدِي الزَيت وكالصديد والقيح. كلها سائلة مع متانة أصولها. {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ}[المعارج: ٨]، (المهل: ذائب الفِلِزّ وقد شُرح، وهذا كما قال تعالى {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا}[الطور: ٩]، {فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ}[الرحمن: ٣٧]، {فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ}[الحاقة: ١٦])، {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوي الْوُجُوهَ}[الكهف: ٢٩]، {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ}[الدخان: ٤٥]، فالمُهْل هنا ذوب جواهر الأرض ونحوها خاصة لأنه المتصف بالحرارة البالغة درجةَ إذابة الفضة والحديد، ولا يظل مُهْلًا إلا وهو في تلك الدرجة. وقد سئل ابن مسعود عن قوله تعالى:{كَالْمُهْلِ يَشْوي الْوُجُوهَ} فدعا بفضة فأذابها فجعلت تمَيَّعُ وَتَلوَّن فقال: هذا من أشبه ما أنتم راءون بالمهل " [ل ١٥٦].
ومن التميع يؤخذ معنى التراخي "المَهَلُ -بالفتح والتحريك، والمُهلة- بالضم: السَكِينة والتُؤَدَةُ والرِفْق والتباطؤ. وأمْهَلَه: أَنْظَره ورَفَق به، ولم يَعْجَل عليه. ومَهَّله- ض: أَجَّلَه. {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيدًا}[الطارق: ١٧]، ومَهَلَت الغَنَم: رَعَتْ بالليل أو بالنهار على مَهَلِها ". كما يؤخذ معنى الامتداده