التبكيت بسبها لعلهم ينتبهوا ويزدجروا)، أو يُنْصَب فيذبح عنده، والجمع أنصاب. {وَمَا ذُبِحَ عَلى النُّصُبِ}[المائدة: ٣]، {وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ}[المائدة: ٩٠]. وقولهم "الشيء نُصبَ العين - بالضم: قائم أمام العين لا يخفى عليها وإن كان ملقى "(كأنه منصوب أمامها). وسائر ما في القرآن من التركيب فهو "النَصَب: التعب والمشقة "وسنذكره الآن - عدا ما يكون من كلمة (نصيب).
والقيام الدائم يشقّ على الحيّ، ومن هنا جاء "النَصْب - بالفتح وبالضم وبضمتين: الداء والبلاء والشر {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}[سورة ص: ٤١]. ونَصِبَ (تعب): أعيا وتعب "(كأنما أُقيمَ في عمل شديد حتَّى تعب)، ولذا قالوا أيضًا:"نَصِبَ الرجل: جَدّ (استمرّ فِي جِدٍّ واشتداد){فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}[الشرح: ٧]، - (هذا حض على العمل لدين كان أو لدنيا وعدم الإخلاد للفراغ). {لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ}[التوبة: ١٢٠]، (من مشقة الجهاد){عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ}[الغاشية: ٣](هذا في الآخرة أشدّ الشقاء، إذ لا حصيلة ولا نهاية معروفة).
ومن الأصل "النصيب: الحظ من كل شيء " (إذ يُعْزَل ويقام لصاحبه)، {أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ}[الأعراف: ٣٧]، أي ما أخبر الله عَزَّ وَجَلَّ من جزائهم [ل ٢٥٨]، {أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا}[البقرة: ٢٠٢]، (ثوابٌ. والتنكير لعدم التحديد)(وكل لفظ (نصيب) في القرآن معناه الحظ من الشيء).
أما "نِصابُ الشمس: مغيبها "فهو مشبه بنصاب السكين من حيث مغيب سِنْخِها فيه.