(الأنفس) في [البقرة ٥٤ (الثانية)، ٨٥، ١٥٥، آل عمران ١٦٨، النساء ٢٩، ٦٦، الأنعام ٩٣، التوبة ٥٥، ٨٥، الزمر ٤٢، الحديد ٢٢] لأن مع كل منها قرينة تقضي بأن المراد نفْس الحياة. و "سميت النفْس نفْسًا لتولد النفَس منها واتصاله بها، كما سمَّوا الرُوح رُوحًا لأن الروح موجود به "اهـ[تاج](أي لارتباط الرُوح بالنفَس الذي هو ريح) وكذلك "سمي الدم نفْسًا، لأن النفْس تخرج بخروجه ".
ولأن النفْس هي حقيقة الحيّ وهو دونها ليس في هذه الدنيا استُعْمِلَتْ النفْس في حقيقة الشيء وذاته {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ}[الزمر: ٥٦]، {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}[البقرة: ٤٤]"أهلك نفسه أي أوقع الهلاك بذاته كلها وحقيقته. وحكى سيبويه: نزلت بنَفْس الجبل ونَفْسُ الجبل مقابلى. ويؤكَّدُ بها: جاءني المِلكُ بنفسه، ورأيت فلانًا نفسَه ". وخلاصة استعمال القرآن الكريم لكلمة نفس أنها تستعمل:
أ) بمعى الذات أي الفرد من الناس- وذلك في الجمهور الأعظم من مواضع ورودها مع لمح الحقيقة والباطن، لأن هذه الحقيقة هي مناط التعامل مع الله عزَّ وجلَّ، والبدن تابع {لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إلا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٣٣].
ب) بمعنى باطن الذات تلك {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}[يوسف: ٥٣، وكذلك ما في ٦٨ منها، النساء: ٤، المائدة ٣٠، ١١٦، الأعراف: ٢٠٥] وكثير غيرها.
ج) بمعنى نفْس الحياة. وقد ذكرنا مواضعها.
د) المراودة عن النفس كما في [يوسف: ٢٣، ٣٠، ٣٢، ٥١] كناية عن طلب المواقعة.