للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الهواء: كما هو واضح في الاستعمالات المذكورة، ويلزم ذلك سقوط الشيء فيه انجذابًا إلى القاع أو الأرض حيث لا مستقَرّ دونها. فمن الفراغ: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم: ٤٣] مُنخَرِقَةٌ لا تعي شيئًا من الخوف. والهَواءُ: الجَبَان لأنه لا قلب له فكأنه فارغ [ل]. ومنه "الهاوية: كل مَهْوَاة لا يُدْرَكُ قعرها، وبها وُصِفَتْ جَهَنّم أعاذنا الله منها {فَأُمُّهُ هَاويَةٌ} [القارعة: ٩] يعني جهنم؛ لأنه يهوي فيها مع بُعد قعرها [قر ٢٠/ ١٦٧]. "هَوَتْ العُقَاب تَهْوى: انْقَضَّتْ (في الهواء) عَلَى صَيْد. هَوَى وأهْوَى وانْهَوَى: سَقَطَ من فَوْق إلى أسفل ": {فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيرُ أَوْ تَهْوي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: ٣١]. وبمعنى السقوط هذا كل (هَوَى) (يَهْوى). و (أهْوَى) في [النجم: ٥٣] أي خسف بها (مدائن قوم لوط) بعد رفعها إلى السماء أهواها إلى الأرض [بحر ٨/ ١٦٧]. وهي في {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيهِمْ} [إبراهيم: ٣٧] مجاز، أي تَميل وتَنْجذب في قُوَّة كمن يَسْقُط في الهواء. وما قيل عن استعمال الهُويّ في الصعود كما في: {والدَلْوُ في إصعادها عَجْلى الهُويّ} ليس حاسمًا، إذ يمكن أن يكون المعنى (بعدَ) أو (مع) إصعادها عجلى السقوط.

لكن الهويّ يمكن أن يستعمل في مُجَرّد السرعة كما في حديث البراق "ثم انْطَلَق يَهْوى ". "هَوَت الناقةُ والأَتان وغيرهما هُويًّا: عَدَتْ عَدْوًا شَديدًا أرْفَعَ العَدْو. والمهاواةُ: شِدّةُ السَير. ومَضَى هَويٌّ من الليل- كغَنِيّ ورُقِيّ، وتِهْواءٌ أي سَاعة منه "مِمّا في الأصل من سَعَة بين شيئين أو مما في نحو هوت الناقة من المرور أي زمن مرور.

<<  <  ج: ص:  >  >>