للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمران: ٤١]. (ج) علامة دالة على وجود الخالق وصُنعه في هذا الكون من مثل {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ} [فصلت: ٥٣]. والمناسب للاستقبال في {سَنُرِيهِمْ} هو ما كشفه العلم (في الآفاق) عن غلاف الأرض والمجموعة الشمسية والمجرات إلخ. و {وَفِي أَنْفُسِهِمْ} عن أسرار بدن الإنسان وأسرار الأرض والنبات إلخ. [وينظر بحر ٧/ ٤٨٣] عما قاله بعض المفسرين القدماء.

ومن البقاء علامةً ودلالةً "الآية: العبرة " [ل] فإنما العبرة أمر وقع ومضى لكن بقي ما يُتَّعَظ به منه ويتخذ مثلًا- وهي من: "العبور: المجاوزة "أي من زمن إلى زمن ومن حدث وموقف إلى حدث وموقف آخر ثم مع ذلك من الشخوص كما سُمِّي المَثَل من المثول لانتصابه مَضرِبا. {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [يوسف: ٧]. وقد فسرت الآيات هنا أيضًا بالعلامات والدلائل [بحر ٥/ ٢٨٢] فـ (الآية) و (الآيات) لا يخرج معناها عما ذكرنا. والسياق يميز.

ومن التشخص والتجسم (أيّ) التي ينادَي بها ما فيه (ال) كقولك (يا أيها الرجل ويا أيتها المرأة). فالنداء موجه لشخص المنادَى أو المخاطَب {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: ٢١] {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر: ٢٧].

وكذلك الأمر في (أيّ) في استعمالاتها الأخرى وهي تعود إلى كونها اسم موصول. واسم الموصول يعبر (في الأصل) عن شيء (شخص / جسم) تُعيّنُ المقصودَ به صلتُه- كقوله تعالى {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ} [مريم: ٦٩] أي الذي هو أشد. ومنه أيّ الشرطية {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: ١١٠]. وهي والموصولية من باب واحد بدليل دخول الفاء في قولهم

<<  <  ج: ص:  >  >>