وجاءت في اللغة استعمالات كثيرة، وهي تؤخذ من المعنى المحوري حسب ما يلي: فمن معنى التقدم للأمام والسبق يؤخذ معنى الأوَّلية "أَنْفُ البَرد: أَوَّله وأشدّه، أَنْفَة الصلاة: التكبيرة الأولى. أَنْف الشَدّ (أي العَدْو): أوَّله "أَنْف عمل فلان أي أولُ ما أخذ فيه. أَنفُ المطر: أول ما أَنْبَتَ ". ثم قالوا (روضة أُنُف: لم يَرْعها أحدا "أي هي على حالها الأوّل، وإذا رعاها) أحد يكون هو أول من فعل ذلك. وكذا "كلَأ أُنُف، وكأس أُنُف: مَلْأَى "(لم يُشْرَب منها) وكذلك المنهل الأُنُف. والأُنُف من الخَمر: التي لم يُسْتَخْرَج من دَنِّها شيء قبلها "ومن صور هذه الأولية "أرض أُنُف وأنيفة: بكّر نباتُها، وهي آنفُ بلاد الله أي أسرعها نباتا ". والسرعة والأوّلية متلازمتان. ثم قالوا "أَنَف: وَطئَ كلأَ أُنُفًا ""والمؤنَّفَة من النساء: التي استُؤنفت بالنكاح أوّلًا (أول زيجة لها) وهكذا. ومن الأَوّلية أيضًا "استأنف الشيء وأْتنفه: أخَذَ أوّله وابتدأه، وقيل: استقبله "(ومن هذا الاستقبال: استئناف الأحكام)"وفعلت الشيء آنفا: أي في أوَّل وقت يقرب مني "(أي أول وقت قريب وهو ما يسبق الآن الذي أنا فيه مباشرة): جاءوا آنِفًا: أي قُبَيلًا. {مَاذَا قَال آنِفًا}[محمد: ١٦] قال الزجاج: نزلت في المنافقين يستمعون خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا خرجوا سألوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، استهزاءً، وإعلامًا أنهم لم يلتفتوا إلى ما قال [ل]. وكذا الحديث الشريف "أُنزلت عليّ سورة آنفًا: أي الآن "(المقصود في الآن السابق للكلام مباشرة). ومن دِقّة الممتد المُسوَّى "المؤنَّفُ: المُسَوَّى. سيرٌ مؤنَّف: مقدود على قدْر واستواء ".
وقد اشتُقَّ من أَنْف الإنسان كثير نرتب ما يهمنا منه للتوضيح: فإنه يقال "أَنفَهُ (ضرب ونصر): أصاب أنفه "ثم يقال "أَنِفَ من الشيء (فرح): حَمِيَ