النار. الشاطن: البعيد عن الحق. أي كل ذي هوى. شطَنت الدار: بَعُدت. نية شَطُون: بعيدة ".
ومنه مع مقابل العوج: "نوًى شَطون: بعيدة شاقة. وحرب شطون: شديدةٌ عَسِرة ". ومن ملاحظة العوج أكثر: "شطنه (نصر): خالفه عن وجهه ونيته ".
وأما "الشيطان فهو (فَيْعال) من شَطَنَ إذا بَعُد [ولفظ (شاطن) في شاهدين في [ل] يثبت أصالة النون حَسْما]، وكل عات = متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان "فخفاؤه بُعد، وتمرده اعوجاج. وعتوه وتمرُّده المأخوذ من الاعوجاج في الأصل هو أساس كل أعماله و (وظائفه) من وسوسة بالشر، واستزلال، وإضلال ونزغ، وهمز، ومسّ وتزيين للباطل وصدّ عن سبيل الله إلخ ما أسند إليه في القرآن الكريم. وقوله تعالى {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}[الصافات: ٦٥] قال الزجاج: وجه (هذا التشبيه) مع أن الشيطان لا يُرى، أنَّه يُسْتَشعَر أنَّه أقبح ما يكون من الأشياء، ولو رُئي لرُثي في أقبح صورة "[ل].
وأخيرًا فإن قوله تعالى:{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيطَانُ}[الأعراف: ٢٠]، وكذلك:{فَوَسْوَسَ إِلَيهِ الشَّيطَانُ}[طه: ١٢٠]، يعني أن الشيطان هو إبليس نفسه؛ لأنه هو الذي أَبى السجود لآدم وأقسم ليغوينه وذريته. وفي [سبأ: ٢٠] تصديق أنَّه هو المُغوِي، وأنه أول الجن وبداءتهم كآدم في الإنس. وبما أنَّه عات متمرد فإنه يستحق اسم الشيطان، لكن هناك من قال إن الشيطان من ذرية إبليس، وإنه كنوح في الإنس [ينظر بحر ٦/ ١٢٩، كشاف إصطلاحات الفنون / بسج / ٢/ ٥٤٠، ١/ ٣٥٥، ٣/ ٤٤٥]، وفي [طه ١٢٠] ما يردّ هذا. {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ}[البقرة: ١٤] اليهود، أو رؤسائهم في الكفر، أو كهنتهم. [ينظر بحر ١/ ٢٠١ - ٢٠٢].