القرية من الجمع أيضا، ويتأتي أن تكون التسمية هنا لأن الجمع يهيئ للحكم). «وضربه / طعنه فکوّره أي ألقاه مجتمعا. وقيل التكوير: الصرع - ضربه أو لم يضربه»(بعض من يصرع يتجمع بدنه، والعامة تقول: كوّمه.).« والتكوّر: التقطر والتشمر»(تجمع بدن كما يقال: انکمش). والكيار - ککتاب: رفع الفرس ذنبه في حُضْرِه» (رفع الذنب جمع له بدلا من الامتداد في الخلف). أما كور الحداد الذي فيه الجمر وتوقد فيه النار وهو مبني من طين» فهو من ذلك المعنى المحوري عينه؛ لأن الكور يجمع الهواء وينفخه دوريا أي باستمرار والاستمرار لازم للدوران. (ويتأتى أن يكون محور الحداد مشبها بكور الناقة: رحلها) و من بابه: «الكير الذي هو الزق الذي ينفخ فيه الحداد». ولعل المجيء به على صيغة (فِعْل) لأنه أقرب للهيأة، أو من باب اختلاف الصيغ للتمييز.
وقوله تعالى:{يكور الليل على النار ويكور النهار على الليل }[الزمر: ٥] كل منهما يكُر على الآخر في مكانه - كرورا متتابعا [ينظر بحر ٧ / ٣٩٩ ]
والتعبير عن هذا بتكوير كل على الآخر لا يصدق حرفيا إلا بكروية الأرض. فكل من ضوء النهار وظلمة الليل كالغشاء لكن أحدهما نور أبيض والآخر ظلام أسود، وكل منها يجري على وجه الأرض، ووراءه الآخر يجري حالّا محله، ولا يكون هذا إلا بدورانها وكونها كروية. فهذا التعبير من معالم الإعجاز العلمي. و{ إذا الشمس كورت} ذكر في كل من [ل، بحر ٨/ ٤٢٣] عشرة أقوال كثير منها مکرر فيهما، وتدور على معنيين ذهاب الشمس نفسها، وذهاب ضوئها. والأول يؤخذ من «كوره: صرعه فسقط»، ويرجحه ما يجري للنجوم في - السياق و {انكدرت} : انفرط عقدها وذهبت، وعبارة ابن عباس عن هذا: غوّرت. والثاني يؤخذ من لازم المعنى اللغوي للتكوير وهو التغطية اللازمة من