ومن ذلك الأصل:"كيفَ للاستفهام عن الأحوال "، والأحوال جمع حال وهي الهيأة. جاء في [كليات الكفوي / الرسالة / ص ٧٥١ / المتن والحاشية] الكَيفُ هياة قارَّةٌ في الشيء. والسؤال بكيف "الغالب فيه أن يكون استفهامًا عن الأحوال إما حقيقيًّا - ككيف زيد، أو غير حقيقي مثل {كَيفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ}[البقرة: ٢٨][البقرة: ١٢٨] فإنه أُخِرج مُخْرج التعجب والتوبيخ. قال الزجاج: وهذا التعجب إنما هو للخلق وللمؤمنين، أي اعجبوا من هؤلاء كيف يكفرون بالله وقد ثبتت حجة الله عليهم. ويقع مفعولًا مطلقًا مثل {أَلَمْ تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١)} [الفيل: ١]. وأما قوله تعالى: {فَكَيفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١)} [النساء: ٤١] فهو توكيد لما تقدم من خبر، وتحقيق لما بعده، على تأويل إن الله لا يظلم مثقال ذرة في الدنيا فكيف في الآخرة. وتقع كيف للنفي (كيف يرجون سقاطى) أي لا ترجوا مني ذلك، وخبرًا قبل ما لا يُسْتَغنى عنه نحو كيف أنت، وحالا قبل ما يستغنى عنه: كيف جاء زيد "[تاج - بإعادة ترتيب].
أما عن معاني (كيف) في القرآن في كل مواضعها فيظر معجم حروف المعاني في القرآن الكريم ٢/ ٨١٠ ويمكن تلخيص أمرها في ما يلي:
أ - البيان لهيأةٍ / حالٍ / صور؛ سؤالًا أو بغير سؤال، وذلك في البقرة ٢٥٩، ٢٦٥، آل عمران: ٦، ١٣٧، المائدة: ٣١، ٦٤، إبراهيم: ٢٤، ٤٥، الفرقان: ٤٥، العنكبوت: ١٩، الروم: ٤٨، ٥٠ الملك: ١٧، نوح: ١٥، الغاشية: ١٧، ١٨، ١٩، ٢٠، الفجر: ٦، الفيل: ١]. ويضم إلى هذا كل ما قبله طلب النظر وما إليه مثل {فَانْظُرُوا كَيفَ}[آل عمران: ١٣٧].
ب - سؤال عن هيأةٍ / حالٍ / صورةٍ وفيه تعجب أو إنكار بأي مستوى.