الرأي: أصيلُه رزينه. وقد وَزُن وَزَانةً إذا كان متثبتًا، وفلان أوزن بني فلان أي أوْجَهُهُم ".
والذي في القرآن الكريم أكثره من الوزن المتعارف عليه في الدنيا مثل {وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ}[الإسراء: ٣٥] وسياقاتها واضحة. وإنما الكلام عن الوزن والميزان في الآخرة، إذ جاء في [ل] قول بأن المراد العَدْل، وآخر بأن المراد الكتاب الذي فيه أعمال الخلق. قال ابن سيده: "وهذا كله في باب اللغة والاحتجاج سائغ، إلا أن الأَولى أن يتبع ما جاء بالأسانيد الصحاح. فإن جاء في الخبر أنه ميزان له كفتان، من حيث يَنْقُل أهلُ الثقة، فينبغي أن يقبل ذلك ". وقد ذكرت تلك الأقوال في [قر ٧/ ١٦٤ - ١٦٥، بحر ٤/ ٢٧٠ - ٢٧١] إلا أن ما نُسب لابن سيده [في ل] نسب للزجاج [في قر] وهو الحق، فالذين استبعدوا الوزن الحقيقي على أساس أن الصفات [حسنات وسيئات] هي أغراض لا أجسام، والثقل والخفة من صفات الأجسام فاتهم أن قياس ما في الآخرة على ما في الدنيا جَزْف. فالله يقول {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}. وقد قال بعضٌ إن الذي يوزن هي صحائف الأعمال، وهذا تؤيده أحاديث [ينظر قر]. لكن لا مانع أن يقلب الله الأعراض أجسامًا بقدرها أو توزن الأعراض بكيفية يعلمها الله تعالى {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (٩)} [الأعراف: ٨، ٩]. ولم يبق إلا أن الثقل والخفة في عبارة القرآن في مجال وزن الأعمال منظور فيها إلى ثقل الحسنات خاصة وخفتها. {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ}[الشورى: ١٧] قيل أريد بإنزال الميزان إنزالُ العَدْل أي تشريعه