وفي قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨)} [الصافات: ٢٨] قال الزجاج: هذا قول الكفار للذين أضلوهم أي كنتم تخدعوننا بأقوى الأسباب، فكنتم تأتوننا من قبل الدِين، فتُرُوننا أن الدِين والحق ما تضلوننا به، وتزينون لنا ضلالتنا [ل]. وفي [بحر ٧/ ٣٤٢] أن اليمين أصلها الجارحة وهي هنا مستعارة لأحد خمسة أشياء، ذكرها ولم يرجح، لكن الواضح تمامًا أنها هنا للقوة والشدة؛ فإن الأتباع زعموا أن كبار الكفار كانوا يأتونهم عن اليمين أي قهروهم ليكفروا، بدليل رد المتبوعين:{وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ}[الصافات: ٣٠].
{فَرَاغَ عَلَيهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (٩٣)} [الصافات: ٩٣] الراجح أن المراد الجارحة؛ لأنها الأقوى في الضرب. {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦)} [الحاقة: ٤٥، ٤٦] الراجح عندي لأخذناه بقوة .. كما قال تعالى:{أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ}[القمر: ٤٢]. هذا، ولفظ (أيمن الله) أسلوب قسم وهو جمع يمين. وقد يحذف من اللفظ النون، وهي والياء، وهما والهمزة. ولم يبق من التركيب إلا لفظ (اليَمَن) علم القطر العربي المعروف. وعللوه بأنها على يمين الكعبة [ل]، لكن يمكن أن تكون من الازدهار الاقتصادي، أخذا من القوة والعون، نظرًا لما كانت عليه قديمًا من ازدهار اقتصادي زراعي أشير إليه في الآية ١٥، ١٨ من سورة سبأ حتى كان الأوربيون القدماء يسمونها Arabia Felix بلاد العرب السعيدة.