ومن صور الافتجاء (دون احتواء) "سَيْل جِوَرّ - كهِجَفّ: مُفْرِطُ الكثرة "يحفر الأرض في طريقه "وجَوَّرَ البناء والخِباءَ - ض: صَرَعه وقلبه، (أزال جسمه الشاخص فانخفض) وتجورّ هو تَهَدّم. وضَرَبَه فجَوَّره: صَرَعه، فتَجَوّر: سَقَط. وبازِلٌ جِوَرّ - كهِجَفّ: صُلْب شديد (يكتسح).
ومن معنوى الافتجاء في المعنى المحوري "الجَوْر - بالفتح: نقيض العدل (اقتطاع من حَقّ كالحيف) وقد جار عليه في الحُكم، والجَوْر: الميلُ عن القَصْد (انتقاب طريق غير الطريق المسلوك كما يقال الآن: خَرّم) "{وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ}[النحل: ٩]: بيان قصد السبيل أي استقامة الطريق، وهو الإسلام يبينه تعالى بالرسل والحجج. ومنها جائر أي عادل عن الحق [ينظر قر ١٠/ ٨١].
ومن "ذلك المجاورة: المساكنة "(المسكن بجانب المسكن كأن أحدهما في فجوة الآخر أي حَيّزه، لأنه يليه){وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ}[النساء: ٣٦]، {ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا}[الأحزاب: ٦٠]{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ}[الرعد: ٤] وللتلازم والتداخل بين الجارين، ولما كان عند العرب من حقوق الجيرَة استُعملت المجاورة والإجارة في معنى الحماية "جاور بني فلان: تَحَرَّمَ بجوارهم. أجاره: خفره "كأن "أجاره "أصلها قَبِلَ جواره أو عدّه جارًا له {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}[التوبة: ٦] "أجار الرجلَ (منعه من أن يُظلَم) كأن الفعل أجار أصله صار صاحب حَيّز قبل فيه المستجير. {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الأحقاف: ٣١] , {وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ}