يحدث شيئًا ماديًّا. ومنه "المئجار: المخراق - لأنه يتكون من خِرَق (مأخوذة من ثياب) تُفْتَل وتُلْوَى بعضُها على بعض أي تُجْدلُ وتتماسك، أو لأنه يؤدَّب (يجازَى) به. ومن ذلك الأُجرة - بالضم، والإجارة - كرسالة ورُخامة: ما أَعْطيتَ من أَجْر (ما يُحَصّله العامل من صاحب العمل لقاء العمل، فكأن الأَجْر أَخَذ اسمه من سببه وهو الأَجْر: الحَفْر كما يسمَّى أجر العمل عُمالة){قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}[القصص: ٢٦] , {عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ}[القصص: ٢٧]: تكون أجيرًا لي أي تأجُر لي. {لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}[القصص: ٢٥]. وما لم نذكره من التركيب كله (الأجر) الذي هو مقابل العمل. ومنه مقابل إرضاع المطلقة ولدها كما في [الطلاق ٦] وقد استعمل في الصداق - كما في سائر كلمة {أُجُورَهُنَّ}. وقد أُصْحِب اللفظ بما يؤكد أنه صداق أي مهر زواج وذلك بذكر قصد الإحصانِ ونفي السفاح في آيتي [النساء ٢٥, والمائدة ٥]. ومن ناحية أخرى فإن الصداق يستحق أن يسمى أجرًا، لا لأنه أجر الاستمتاع، وما يقابل المنفعة يسمى أجرًا "كما في [قر ٥/ ١٢٩] فحسب، ولكن لأن الزوجة تعاني أيضًا في الممارسة أمورًا منها حرج المبادرة وفقد اختيار التوقيت - وهما حق للزوج، وتتحمل تعبير الزوج عن فحولته مع تحرجها عن التعبير عن عدم الإشباع، ثم تتحمل عناء الحمل إلخ. وهو يسمى عند العقد (صداقًا) لأنه تعبير عن صدق الرغبة في الزواج. ويسمى مَهْرًا، لأنه يُسنِّي سلاسة خروج المرأة من بيت أهلها، أو سلاسة تسليمها نفسها للرجل.