فلذلك يجاب عنها باللام، كما يجاب بها عن القسم. ألا تراهم يقولون لا جرم لآتينك ".
ومن وجوه المعنى المحوري جَرَم بمعنى كسب (كما أن الجَرْح الذي أصله كشط الظاهر يستعمل في معنى الكسب "فلان مجرح لعياله. والجوارح: أعضاء الإنسان التي تكتسب وهي عوامله من يديه ورجليه. والجوارح: ذواتُ الصيد من السباع والطير ". [تاج] يقال "فلان جَريمة أهله أي كاسبهم. وخرج يَجرِم أهلَه أي يكسِبُهم. ويجْتَرم: يكتسب ويطلب ويحتال ".
ومنه قالوا "جَرَم إليهم وعليهم جريمة "كما قالوا جَنَى عليهم جناية وجر عليهم جريرة.
ثم من هنا يفسَّر {لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ}[هود: ٨٩]، وكذلك {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا}[المائدة: ٢ وكذا ما في ٨] بـ لا "يَكْسِبنكم "والفعل معدًّى لمفعولين. وأما بضم ياء المضارعة فلا إشكال. لكنها فسرت في [ل] بـ "لا يُدْخِلنكم في الجُرْم "أي من الإجرام.
ومن العذوق (التي تقطع) في المعنى المحوري - وكل منها تجمع كثيف للتمر اليابس - يتأتى "الجِرْم بمعنى الجَسَد/ البَدَن/ ألواح الجسَد وجُثْمانه. ألقى عليه أَجْرامه أي ثِقَل جِرْمه ". ثم منه أن "المُدّ "من الحب يسمى جَريما وذلك في الحجاز، يقال "أعطيته كذا وكذا جَرِيمًا من طعام ".
وأخيرًا فإن ما سبق من معنى الجِرم وأنه كتلة كبيرة ثقيلة، ومع ملحظ الجفاف يجعلني أؤيد تمامًا ما جاء في [الكليات ٤١] أن "الجُرم لا يطلق إلا على