للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجِلّة الناس والإبل - بالكسر: مسانّهم " (ج جليل).

ومن هذا العِظَم المادي مع الشمول جاء العِظَم المعنوي كما في "الجُلّى: الأمر العظيم "، وكما في وصفه تعالى بالجليل "وجلال الله تعالى: عظمته {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: ٢٧ ومثلها ما في ٧٨] وملحظ (الصَون) الذي ذكرناه في الأصل ثابتٌ بمعنى التنزيه له سبحاته فيقال "جَلّ عن كذا أي تنزه "قال الراغب "الجَلالة عظم القدر، والجلال بغير الهاء: التناهي في ذلك، وخُصّ بوصف الله تعالى فقيل ذو الجلال. والجليل: العظيم القدر ووصفه تعالى بذلك لأنه يجل عن الإحاطة به أو لأنه يجل عن أن يدرك بالحواس "اهـ. "وجل فلان في عيني: عظُم، فهو جليل وأجْللته في المرتبة: عظّمته ".

ومن تلك التغطية مع أثر الصيغة "الجُلْجُل - بالضم: الجرس الصغير (كرة نحاسية في جوفها حجر صغير أو نحوه تصوت إذا حُرّكت). وكذلك الجُلْجُلان: السِمْسِمُ في قشره، والحب الذي في جوف التين. وتجلجل في الأرض: ساخ فيها ودخل (فجلّلته أي أحاطت به)، وجَلْجَل الشيءَ: خلطه "فهي تغطية مترددة متكررة.

أما إطلاقهم الجَلَل - محركة على الشيء العظيم، والصغير الهيّن فقد جاء من الصيغة مع ما في الأصل من تغطية وإمساك في الجوف. فالجَلَل تكون بصيغتها صفة مشبهة باسم الفاعل كحَسَن وبَطَل وتدل على الشيء العظيم عِرَضًا أو سُمكًا في نفسه أو الذي يشمل شيئًا في جوفه ويغطيه، وتكون اسمًا دالًا على المفعولية كالحَصَد والنَفَض والحَفَر إلخ أي المحصود والمنفوض والمحفور فهي تدل على الشيء المشمول في الجوف المغطى كالسمسم في قشره. ومن هنا جاء

<<  <  ج: ص:  >  >>