وجُهِد الرجل - للمفعول: هُزِل. وجَهَده المرض والتعبُ والحبُّ (فتح): هَزَله "لا يَجْهَدْ الرجلُ مالَه ثم يَقْعد يسأل الناس ": أي يفرقه جميعَه ههنا وههنا - حتى لو كان في البرّ).
° المعنى المحوري إفراغُ قُوة الشيء وقِوامه الذي في باطنه فيَيْبَس ويَجِفّ. كالأرض الجَهَاد التي ذَهَبَتْ خُصُوبتُها فيَبِست، وكالذي جَهَدَه المرض إلخ، وكالذي جَهَد مالَه. ومنه "جُهِدَ الطعامُ: اشْتُهِىَ - للمفعول فيهما (أي فأُكِل كله أو جُلّه). وجَهَدَها الحَلْبُ: أَنْهَكَ لَبَنهَا. ومَرْعًى جَهِيد: جَهَده المال ". ومن ذلك الأصل "جِهاد العدو أي بذل الطاقة واستفراغها في مدافعته "(أو إضعافه){وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ}[الصف: ١١] فالجهاد يكون ببذل المال وببذل النفس. ويؤخذ من {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ}[التوبة: ٧٣، والتحريم: ٩] ومن {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}[الفرقان: ٥٢]، أن الجهاد بالكيد والتدبير والفكر لمقاومة المنافقين والكافرين، وبالعلم بكل مجالاته هي كلها صور شرعية للجهاد ينبغي عدم التقصير في أي منها. وكل فعل (جاهدَ) ومضارعه وأمره ومصدره جِهاد هي في القرآن للجهاد بالأنفس والأموال. أما {وَإنْ جَاهَدَاكَ}[العنكبوت: ٨، ولقمان: ١٥] فهما لمحاولة الوالدين جرّ ولدهما إلى الشرك. والجهاد والاجتهاد في العلم وفي طلب الأمر: بذل الوسع (وغاية القوة) في طلبه، {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ}[التوبة: ٧٩]: غايةَ وسعهم وطاقتهم. {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}[الأنعام: ١٠٩] غاية أيمانهم وأقواها.