وحُرِص المرعى -كعُني: لم يُترَك منه شيء [ق] حَرَص القصار الثوب (نصر وضرب): شَقَّه وخرقه بالدق " [ق].
° المعنى المحوري قَشْر الشيء عن مَقرّه قَشرًا مبالغًا فيه: كقَشر الحِرصيان والمَرعَى، وكالحارصة، وحَرْص الثوب. ومنه "الحارصة: السحابة التي تقشر وجه الأرض وتؤثر فيه ". بمطرها من شدة وقعه، "وأرض محروصة: مرعية مدعثرة ".
ومن ذلك الأصل يتأتى تفسير الحرص بمعنى جمع الشيء كله "الحرص: الإرادة والشَرَهُ إلى المطلوب الجشع " (فالحريص يقشر ويأخذ كل ما يستطيع أخذه ولا يفرط فيه ولا تسمح نفسه بإفلاته أو تضييعه) وهذا -لا الشَرَه ولا الجَشع- هو التعبير المناسب لتفسير قوله تعالى:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ}[التوبة: ١٢٨]، وفي قوله تعالى:{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[يوسف: ١٠٣]، والغرض أن الحرص على الشيء بمعنى التمسّك بوجوده أو تحصيله، والمحافظةِ عليه، وبمعنى الضن به وعدم إفلاته -صحيح ومستعمل في القرآن الكريم {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}[النساء: ١٢٩]، {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ}[النحل: ٣٧]، {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاة}[البقرة: ٩٦]. ولكن لم يصرحوا به في المعاجم. وقد صرح بحمل التركيب لمعنى الجمع الكثير في [ل حسم] قال: ومن أمثالهم: "وَلْغ جُرَي كان محسومًا "يقال عند استكثار الحريص من الشيء لم يكن يقدر عليه، فقدر عليه "وصرح في [قر ٨/ ٣٠٢] بحمل التركيب معنى الضن بما في اليد. قال "حريص عليكم "أن تدخلو الجنة: أن تؤمنوا. وقال