للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بَقل الأرض كالدّعَاع والغَث " (أعشاب بعلية ذاتُ حَب).

° المعنى المحوري قَشر ظاهر الشيء أو انتشر علي ظاهر الشيء. كما يقع في إحداد السكين والسنان، وبَرى العود، وقشر الوَسَخ عن الوَطب. وقشرة الحب شأنُها أن تُزال. وبقل الأرض ينتشر على وجهها كالقِشرة الدقيقة ويزول سريعَا بالجفاف، أو بأن يؤكل، فليست له أصول تبقى في الأرض. والحشرات دقاق الأجسام خفيفة الحركة فهي كالزائلة.

ويلزم من قشر طبقة من ظاهر الشيء أن يدق جسمه ويرق، ومن هنا قالوا "اذُن حَشرَة: دقيقة الطَرَف. الحشْر من القُذَذ (: الريش الذي يُلْصَق بالسهم على هيئة تساعد على استقامته وسرعته) والأذان: المؤلَّلَةُ (المنصوبة بعِرَضٍ ورِقة ليست مثنية الحافة) الحديدة، ما لطُف كأنما بُرىَ بَريا. حرْبة حَشرَة: حديدة. وسنان حَشر -بالفتح فيهن: دقيق ".

كما يلزم من القَشر جمع ما قُشر من هنا وهنا، فاستعمل الحشر بمعنى جلاء الجاعة معًا وإزالتهم من مقرهم {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا} [الحشر: ٢] هم بنو النضير "ثم أجْلىَ آخرُهم أيامَ عمر -رضي الله عنه- ". وربما غلب جانب الجمع دون نظر إلى قَشر أي إزالة. قالوا في {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [التكوير: ٥] أي جُمعت بالموت، أو جُمعت للقصاص ثم أميتت، أو اجتمعت إلى بني آدما تأنُّسًا بهم في أول هول القيامة. [بحر ٨/ ٤٢٤].

وحَشر الناس يوم القيامة فيه أمور، لأنه يقع بَنشْرهم من قبورهم، وسَوْقهم إلى الموقف، وجمعهم فيه {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: ٤٧]. وتأمل قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>