للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري إحاطة بالشيء فيها لطف وخفة. كالوشي بظاهر الثوب، وكطرف الثوب له، وأصلُ السنام كالمحيط بظهر البعير، وهو شحم لطيف. والمِغلف يكون قريبا من الدابة وفيه علفه.

ومن الخفة واللطف: "حَفْد الظليم والبعير -بالفتح وكغليان: وهو تَدَارُك السير (حركة خفيفة متقاربة الخَطو يقع التباعد بها قليلا قليلا) ومنه: "حَفَد واحتفد: خَفّ في العمل وأسرع " (زيادة في الحركة).

وفي قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} قيل إن الحفدة الخدَم والأعوان، والبنات، وأولاد الأولاد، والأصهار، وبنو المرأة من زوجها الأول -نظروا في الكل إلى معنى السرعة وخفة الحركة في الخدمة. وبالنظر إلى معنى الإحاطة مع اللطف والخفة في المعنى المحوري نجد أن أقربها إلى هذا المعنى هم أولاد الأولاد- إذ ينشئون حول جدهم. ويقوي هذا ذكر الأزواج في الآية. ويليه تفسير الحفدة بالبنات ثم بالأصهار. والتفسيرات الأخرى تجوز لأنها مبنية على خفة الحركة مع الإحاطة لكن دون اللطف. قال [قر ١٠/ ١٤٤]: ما قاله الأزهري من أن الحفدة أولاد الأولاد هو ظاهر القرآن بل نصه، ألا ترى أنه قال: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ ...} فجعل الحفدة والبنين منهن. اه. وعليه آخرون. [وانظر ل، والمعاني للفراء ٢/ ١١٠] وأقول إن هذا كقوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} [الأنبياء: ٧٢] وأما "محمد الرجل -كمنزل: محتده وأصله "فالأقرب أن هذا مأخوذ من المحفِد: أصل السنام.

<<  <  ج: ص:  >  >>