ومن ذلك الضبط استُعمل التركيب في ضبط المُرَكَبات بعضها مع بعض أي مَنعها من التفكّك والتسيب سواء كانت مادّية أو معنوية أو كلاما "أحكمتُ البناء: بنيته بناه لا يتداعى "[الزينة لأبى حاتم ٢/ ١٠٣].
ومن الضبط حكمة اللجام التي ذكرناها. و "حَكمتُ الفَرَس (نصر) وأحكمته وحكّمته -ض: وَزَعْتُه وكفَفْته ". ومما يصدق ماديًّا ومعنويًّا بالمنع من الفساد "حَكَمت السفيه وأحكمته: أخَذْت على يده، وحكَم الشيءَ وأحكمه: منعه من الفساد وأصْلحه "كانوا يعضلون المرأة فأَحْكَمَ اللهُ عن ذلك ونَهَى: أي مَنع منه -وأحكمْتُ الشيءَ فاستحْكَم: صار محُكَمًا، واحْتكم الأمر واستحكم: وَثُق ".
وفي قوله تعالى:{الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ}[هود: ١] قال الزمخشري "نُظِمتْ نظما رصينا محكمًا لا يقع فيه نقض ولا خلل. كالبناء المحكم الرصْف، ويجوز ان يكون نقْلا بالهمزة من حكُم بضم الكاف إذا صار حكيما أي جُعِلت حكيمة كقوله تعالى:{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}[يونس: ١] وقيل مُنِعت من الفساد ". كما تُفَضل الفرائد، من دلائل التوحيد، والأحكام، والمواعظ والقصص، أو جُعلت فُصُولًا سورة سورة، وآية آية، وفُرّقت في التنزيل ولم تُنزل جملة واحدة، أو فُصِّل فيها ما يحتاج إليه العباد أي بُيّن ولُخّص ... و "ثم "ليس معناها التراخي في الوقت، ولكن في الحال (أي أنها للعطف فحسب). كما تقول: "فلان كريم الأصل ثم كريم الفعل "اه. باختصار. والذي جاء في [مفاتيح الغيب للرازي الغد العربى ٨/ ٤٦٥ و ٤/ ٨٣ - ٨٥] وفي [بحر ٥/ ٢٠١] غير بعيد مما قال الزمخشري، وقريب منه ما في المحرر الوجيز [قطر ٧/ ٢٣٤] والخلاصة أنهم يعبرون عن: